مصارف لبنان والـ "بلطجة" المالية!

مشاركة


لبنان اليوم

سلام ناصر

بنت المصارف أمجادها على دماء اللبنانيين وعرقهم والتعب المقدس وهم يكدون ليدخروا مالا يبقيهم في منأى عن "غدرات الزمن"، زادت أرباحها، حققت مليارات الدولارات في ملاءتها ورأسمالها، ضاربت على شركات التأمين واستحوذت على شركات، وتوسعت نحو الدول العربية، من الخليج إلى شمال أفريقيا وبعض أوروبا ودول الإنتشار اللبناني، وها هي اليوم تمعن في إذلال اللبنانيين على مرأى من سلطة متهالكة، وحكومة ترتق ثوب الدولة البالي، فيما لا عاد الرتق ينفع، وثمة حاجة لحلة جديدة يخيطها ثوار لبنان على أنقاض ما كرسته الطوائف و"مصارفها" العائلية المتكافلة والمتضامنة على نهب مال اللبنانيين.

بعيدا من البيان الوزاري لحكومة الرئيس حسان دياب، هددت المصارف جديا أموال المودعين، فعمدت إلى خفض سقف السحوبات بالدولار بنسبة النصف، أي 50 بالمئة، بدءا من يوم أمس الإثنين، في إشارة تؤكد أن ما نادى بها ثوار 17 تشرين كان صحيحا حين هتفوا "يسقط حكم المصرف".

ومع تأكيد ثلاثة مصارف كبرى على الأقل - بحسب ما نقلت وكالة فرانس برس - أنها خفّضت سقف السحوبات الشهري منذ مطلع الشهر بنسبة خمسين بالمئة، يكون "النقل" المصرفي قد اكتمل بـ "زعرور" البلطجة المصرفية، خصوصا بعد أن بات السقف المسموح به في عدد من المصارف لا يتخطى الـ 600 دولار من الودائع التي تقلّ عن 100 ألف دولار، أما من تتخطى قيمة حسابه المليون دولار فيمكنه سحب مبلغ يتراوح بين ألفين وثلاثة آلاف دولار شهرياً بحسب المصرف.

في هذه الأثناء نشر مودعون على حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لرسائل تلقوها من مصارفهم، معربين عن امتعاضهم منها، ما يؤكد أن المصارف اللبنانية تتعاطى البلطجة المالية، وأي "بلطجة"؟!

 







مقالات ذات صلة