طبيب صيني... فيروس "كورونا" معدٍ حتى بعد الشفاء منه!
سوزان أبو سعيد ضو
لا زال "فيروس كورونا المستجد" المعروف علميا باسم 2019 novel coronavirus (2019-nCoV)، ومع ثالث حالة تشخص في المملكة المتحدة، وهو لأحد الأشخاص كان متواجدا خارج البلاد، ومع مزاعم طبيب صيني بإمكانية تجدد العدوى بعد الشفاء، فضلا عن وصول عدد الحالات وفقا لآخر إحصائية بالفيروس، فإن عدد الإصابات وصل إلى الرقم الإجمالي 31,532 حالة منها 31,258 في الصين (99,1 بالمئة من الحالات)، وأن 15 بالمئة منها أي حوالي 4,826 بحالة حرجة للغاية، أما عدد الذين تعافوا فهم 1,778 حالة، في حين وصل عدد الوفيات إلى 638 وفاة، وسجلت إحدى الوفيات في هونغ كونغ التابعة للصين أي خارج البر الصيني، والثانية في الفلبين أي في دولة خارج الصين، بينما وصل عدد الحالات حول العالم إلى 274 حالة، وعلى الرغم من حالات الشفاء فإن إمكانية العدوى مجددا وفقا لمزاعم الطبيب الصيني، أثارت المزيد من التكهنات والإرتباك والذعر من هذا الفيروس الغامض.
الإحصاءات الأخيرة
وقد وصل الفيروس إلى 28 منطقة ودولة، ولكن كما سبق وذكرنا، فإن العدد الأكبر من حالات الإصابة متمركزة في الصين، حيث سجل خلال يومي 6 و7 شباط/فبراير 3192 حالة جديدة، وتوفي منهم 73 شخصا، بينما ارتفع عدد الحالات في اليابان إلى 86 حالة بينها خلال هذين اليومين أكثر من 41 حالة على متن سفينة Diamond Princess، التي يوجد عليها أكثر من 3700 راكب، وقد تم فحص 271 حالة، وجدوا بينها 41 إصابة، لتتبعهما سنغافورة بـ 33 حالة، بينها أكثر من 5 حالات جديدة، هونغ كونغ 25 بينها أكثر من 4 حالات جديدة، تايلاند 25، لا حالات جديدة، كوريا الجنوبية 24 منها أكثر من حالة واحدة جديدة، تايوان 16 بينها أكثر من 5 حالات جديدة، ماليزيا 15 بينها 3 حالات جديدة، استراليا 15 بينها اكثر من حالة واحدة جديدة، ألمانيا 13 بينها أكثر من حالة واحدة جديدة، فيتنام 12 حالة ومنها أكثر من حالتين جديدتين، الولايات المتحدة 12 حالة، لا حالات جديدة وماكاو 10، لا حالات جديدة، كندا 7 بينها أكثر من حالتين جديدتين، فرنسا 6، لا حالات جديدة، الإمارات 5 ولا حالات جديدة، الفليبين 3، وحالة وفاة واحدة، الهند 3 حالات، المملكة المتحدة 3 وأكثر من حالة واحدة جديدة، إيطاليا 3 وأكثر من حالة واحدة جديدة، روسيا حالتان، لا حالات جديدة، وحالة واجدة في كل من سريلانكا، كامبوديا، فنلندا، نيبال، السويد، إسبانيا وبلجيكا، هذا وهذه الأرقام مقتبسة عن الخارطة التي ابتكرها اللبناني غسان بلطه جي على الرابط هنا، كما وقد تم التأكد من هذه الأرقام من مصادر متعددة.
وقد اعتبرت منظمة الصحة العالمية أن معدل الوفيات يصل إلى 2 بالمئة، وأن فترة الحضانة التي قد لا تظهر فيها أعراض بين يومين وأسبوعين.
وأشارت الأنباء إلى أن الحالة الجديدة في بريطانيا، قد أصيبت بالعدوى في بلد آسيوي.
وكانت إحدى أحدث الوفيات الطبيب الصيني Li Wenliangالذي حذر من هذه العدوى في بداياتها.
المرض قد يعود مرة ثانية
ووفقا لـ "الديلي ميل"، حذر طبيب يعمل في المنطقة الموبوءة من أن المرضى الذين يتعافون من فيروس كورونا القاتل في الصين، معرضون للخطر أو قد تنتكس حالتهم أو يصابوا به مرة أخرى.
فأحد أكثر عناصر فيروس كورونا خطورة هو أن الناس ليس لديهم مناعة ضده لأنه جديد تمامًا، فعلى الرغم من أن الجسم قادر أن يصبح محصنًا جزئياً من بعض الفيروسات - مثل الأنفلونزا - أو شبه محصن تمامًا تجاه الفيروسات الأخرى - مثل جدري الماء - إلا أن هناك إصابات تعود بالفعل.
وقد ذكر طبيب من لجنة الصحة فى الصين أن فيروس كورونا الذى يسيطر على مقاطعة هوبي Hubei الصينية ليس استثناء.
وفي هذا المجال، قال الدكتور زان تشينغيوان Zhan Qingyuan إن هناك "احتمال الانتكاس" للمرضى الذين تعافوا من فيروس كورونا.
وقد أصيب أكثر من 28000 شخص بالعدوى هذا الشهر وتوفي 565 بسببها، مع حدوث جميع الحالات والوفيات تقريبًا في الصين.
وقد أفاد خبراء في المملكة المتحدة لـ "الديلي ميل" أنه من غير المرجح أن يكون ادعاء الدكتور زان صحيحًا، إذ لا يوجد حتى الآن أي دليل على عودة العدوى إلى الأشخاص الذين تعافوا منه.
ووفقا لوكالة CGTN الصينية، قال الدكتور تشان في مؤتمر صحفي، إنه "بالنسبة لأولئك المرضى الذين تم علاجهم ، هناك احتمال حدوث انتكاسة"، وأضاف:"بالنسبة للمرضى الذين يتم علاجهم، يجب عليهم أيضًا الإستمرار في استخدام وسائل الحماية الصحية الخاصة بهم."
فالطريقة التي يطور بها الناس المناعة ضد الفيروس، هي عن طريق إنشاء مواد تسمى الأجسام المضادة، antibodies، وهي أجزاء محددة للغاية من الجهاز المناعي تعمل على مهاجمة الفيروسات حيث يتم إنتاجها من قبل الجسم لمكافحتها ومهاجمتها.
وتابع زان: "سيتم إنشاء الجسم المضاد. ومع ذلك، لدى بعض الأفراد، لا يمكن أن يستمر الجسم المضاد بالعمل لمدة طويلة".
الأجسام المضادة
بدون عدد كافٍ من الأجسام المضادة ، التي تحمل "ذاكرة" حول كيفية مكافحة الفيروس داخل الجسم، يمكن أن يصاب شخص ما بنفس الفيروس أكثر من مرة.
وتميل الفيروسات أيضًا إلى تكوين سلالات متعددة، لذلك عندما يكون لدى الجسم أجسام مضادة لسلالة واحدة، فإنه قد يظل عرضة للإصابة من سلالة أخرى تسبب المرض نفسه.
هذا هو السبب في وجود لقاحات الإنفلونزا السنوية، والتي يتم تحديثها كل عام للحماية من السلالات الأكثر شيوعا أو الخطرة في ذلك الوقت.
وقال الدكتور بهارات بانخانيا Bharat Pankhania، وهو محاضر في كلية الطب في جامعة إكسيتر Exeter في بريطانيا، لـ "الديلي ميل" إنه "من الصعب التيقن مما إذا كان ما قاله (الدكتور زان) صحيحًا بالفعل".
وقال "إنه وقت مبكر للغاية بالنسبة لنا، لكي نستطيع أن نقول أن الجسم لا ينتج أجسامًا مضادة يمكنها التعرف على الدخول الثاني لفيروس كورونا إلى الجسم، وأنه يمكنها مكافحته".
وتابع "من الناحية البيولوجية، يتمكن جسم الإنسان من التعرف على الفيروس مجددا ومهاجمته. إذا لم يكن الأمر كذلك، فإن 50 بالمئة منا لن يكونوا موجودين هنا اليوم".
لكن بانخانيا يعترف بأنه "لا يمكن استبعاد احتمال حدوث انتكاسة"، مستشهدا بحالة الممرضة الاسكتلندية بولين كافيركي التي أصيبت بفيروس إيبولا وعادت وأصيبت به بعد أن ظن الأطباء أنها تعافت (بقي الفيروس في سوائل الجسم ومنها النخاع الشوكي).
وأشار إلى أن "هناك الكثير الذي لا نعرفه عن فيروس كورونا، فلا ندري كيف يصاب غالبية المرضى أو مسار مرضهم أو شفائهم وتوقيت هذا الشفاء، أو ما إذا كانوا يعانون من الانتكاس. نحن لا نعرف هذه الأمور".
وقال الدكتور بول ديجارد Paul Digard، وهو أخصائي في علم المناعة في جامعة إدنبرة: "يبدو أن هذا الادعاء غير مرجح للغاية"، وأضاف: "هناك حالات يحدث فيها الانتكاس، ولكن بالنظر إلى توقيت انتشار nCoV19 ، أعتقد أنه من غير المحتمل وجود أدلة قوية تدعم هذا الزعم".
الحظر على السفر
قامت عشرات الدول بتقييد حركة الأشخاص من الصين، إما عن طريق منع المواطنين الأجانب من دخول بلادهم إذا كانوا قد توجهوا إلى الصين في الأسبوعين الماضيين، أو عبر إيقاف كافة الرحلات الجوية من الصين، كما تقوم بعض الدول الغربية باستئجار طائرات إلى مدينة ووهان المنكوبة بالمرض لإجلاء مواطنيها.
وقد تم إجلاء مواطنين من أستراليا ونيوزيلندا هذا الأسبوع، وسوف ترسل المملكة المتحدة طائرتها الثانية يوم الأحد.
وقالت الصين إنها ستفتح 11 مستشفى مؤقتًا إضافيًا، للتعامل مع الأعداد الهائلة من مرضى الفيروس، ومن الجدير ذكره أن الشوارع في كافة أنحاء المدينة مهجورة كون الناس خائفون للغاية من مغادرة منازلهم.
بتصرف عن: الديلي ميل
الصور: AFP, APA ووكالات