نحن "الذميون" في عهد النائب أسود وتياره!
أنور عقل ضو
فاتنا الإطلاع تغريدة سابقة أطلقها عضو تكتل لبنان القوي النائب زياد أسود، على صفحته عبر موقع "تويتر"، ونظرا للأهمية من حيث إفلاس الأسود وتلفظه بعبارات أهم ما فيها أنه جاء باستفتاء شعبي بعيدا من "ذمية" يبدو أنها لا تزال قابعة في وعي أسود ولاوعيه، علما أن "الذمية" مذمومة وتبقى وصمة عار في تاريخ الإسلام المتشدد سابقا والتكفيري لاحقا واليوم.
ما لم يتنبه له أسود، أنه مع ظهور التيار الوطني الحر كجزء من منظومة الفساد، بات جميع اللبنانيين "ذميين" في نظر السلطة، والذمية السياسية أشد فتكا وإيلاما من الذمية الدينية الماثلة بعد قرون عدة في توجه بعض غير القادرين على التصالح مع الذات والتاريخ، فضلا عن أن "ذمية" القرون الغابرة طاولت مسلمين ومفكرين وعلماء وفلاسفة كفرتهم المؤسسة الدينية، وكفرت معهم من تبنوا الفكر الاعتزالي من داخل الإسلام نفسه، وما لم يتنبه له أسود أن المسلمين واليهود كانوا في أوروبا القرون الوسطى "ذميين" وقتلوا على "خوازيق" وأحرقوا في ميادين عامة!
وقال أسود: "سيدي المطران (بولس عبد الساتر) لستم أنتم من يدعو إلى أي استقالة، نحن مختارون من شعب وليس من رعية ولا من مجمع. في عيد مار مارون عظتكم يجب أن تنبثق من قوة مارون ودور ابناءه (أبنائه) ولا يخفي عنكم ما هو الدور التاريخي والاحباط اللاحق والعودة إلى الموقع باردة شعبية وليس بذمية. تعرفون المؤامرة فاستدركوا".
مع سيادة المطران عبد الساتر، حلقنا أمس في فضاء إنساني، وشعرنا أننا لبنانيون لنا الحق بحياة كريمة بعيدا من اصطفافات الطوائف، ودعوته أهل السياسة إلى الاستقالة تعني أن اللبنانيين متساوون بعيدا من مفاهيم "ذمية" مذمومة الآن وفي كل أون!