لا ثقة لحكومة التحاصص... و"ثورة" على السطر!
أنور عقل ضو
اختصرت صحيفة يومية اليوم المشهد المنتظر والمتوقع اليوم في وسط بيروت، حين أشارت في افتتاحيتها إلى أن "حكومة حسان دياب سقطت قبل صياح ديك".
في عنوان الصحيفة أكثر من دلالة ليس بسبب أن الثوار عازمون على التصعيد والمواجهة فحسب، وإنما لمعطيات عدة أهمها أن الحكومة سقطت بمفعول رجعي يوم شكلها الأقطاب السياسيون وفرضوا إملاءاتهم على رئيسها.
حتى ولو انعقدت جلسة الثقة اليوم، وحتى لو حازت عليها من نواب أسقط وأبطل الشعب نيابتهم، فلا ثقة لحكومة التحاصص، ولا شرعية إلا تلك التي تستمدها من الناس، من الذين افترشوا الخيم وسط البرد وموجات الصقيع، هي ثورة، وأنى لأركان سلطة التحاصص ومنظومتها أن يدركوا أن ثمة جوعا وفقرا وبطالة وعوزا وإذلالا من مصارف يملك فيها بعض السياسيين أسهما ورساميل "سرقت" مدخرات الناس.
أما تبني معزوفة "أعطوا الحكومة فرصة" فباتت أشبه ما تكون بأسطوانة مشروخة، خصوصا وأن الثوار قالوا كلمتهم، وهم عازمون على تطويق المجلس النيابي ومنعه من تأمين التغطية البرلمانية لحكومة المحاصصة، لا سيما وأن ما هو متوقع ليس بأكثر من استنساخ الذهنية العقيمة نفسها التي أوصلت لبنان إلى سحيق الهاوية، اقتصاديا وسياسيا، والأهم الأهم أخلاقيا، والأكثر أهمية إنسانيا!
لا ثقة لحكومة تحصن نفسها بالعسكر وتقحم الجيش في تولي حمايتها، لا ثقة لمرتكبين يهابون الشعب، وليس ثمة من شارك في السلطة إلا وهو فاسد بالضرورة حتى إثبات العكس، والفاسد لا يعني أنه سرق وهرب أموالا واختلس وزور، الفاسد أيضا هو ذاك "الشيطان الأخرس" الذي سكت عن الفساد.
لا ثقة، لا اليوم ولا غدا، وإن نالت الحكومة ثقة مهزوزة يمكن لها نقعها بانتظار من يشرب منقوعها غداة خيبة، وما أكثر الخيبات المقبلة!
لا ثقة لحكومة التحاصص... وثورة على السطر!