عذرا يا حب!
أنور عقل ضو
عذرا أيها الحب، عذرا مرارا وتكرارا، عذرا مع خالص الحلم أن تكون غداة عيدٍ حيا في عالم بلا قلب، لا قلب لهذا العالم، ولا في العيد ما يرتقُ روح عاشق، ويذري قمح المحبة بين من يتضورون من جوع ويترنحون من بؤس، عذرا وقد استبد بالقلب ظلام مكين.
عذرا يا حب، ما أردناك يوما لنتذكر أن ثمة في هذا الكون بقعة ضوء لا يطالعنا لهاثها، نتلمس أرواحنا لمساً ولا نجد غير الدخان، غبار حروب تقتل دمى الأطفال، دمية مرمية على قارعة الخوف لفظت أنفاسها ونزفت خيبة وقطرات من دم وصديد.
لا الحب حب ولا الموت موت، نجذف في اللامعنى، من مهد لقبر، أما العشق فحالة نبيَّة المعاني، لكن ضائعة في وهدة الخوف من غد يموت على قارعة الزمن البليد، ثمة دبابة تجنح عند حافة الصقيع، ناقلة جند ميتين لفظوا أحلامهم الأخيرة، ونقيق ضفدع ضل ماءه والغدير، الورد غادره العطر، المسك مُــرٌّ وقطعة حلوى تقطر سُـمّاً، كل الدروب قبور فأي التوابيت نختار؟ بماذا نكفِّنُ الذكريات؟ وكيف نضطلع بك؟ وكيف نطعن بك يا حبا لا يشفع لحبيب وعاشق؟
كن غزالا واعبث بهذا المدى القفر وانهل من الماء العاري، وصلِّ كي لا يخذلَ النبعُ زهر الحياة!