علماء بريطانيون "يستعينون" بالنحل لتطوير طائرات دون طيار!
إعداد – إليسيا عبود
يستخدم العلماء آليات عمل وتحرك بعض الكائنات الحية لإنجاز ابتكارات علمية حديثة، وهذا ما أتاح للبشرية تحقيق إنجازات كبيرة، ومنها على سبيل المثال اختراع الطائرة تشبها بآلية تحليق الطيور، فضلا عن أن الكثير من الابتكارات تماهت مع عدد من الكائنات الحية.
وفي هذا السياق، بدا علماء بريطانيون دراسة قدرة النحل على تذكر المواقع والتخطيط والتنقل في أمكنة ضيقة وتجنب العقبات، لتطوير طائرات من دون طيار، وفق ما أشارت الـ "فاننشال تايمز" Financial Times البريطانية، ويرى العلماء أنهم تمكنوا من اكتشاف بعض أسرار الطيران لدى النحلة، واستعانوا بها لبرمجة طائرات من دون طيار لجعلها أكثر ذكاءً وأخف وزناً وأكثر قدرة على أداء مهام دقيقة..
وفي سياق أبحاثهم، قاموا بتثبيت أجهزة الاستجابة للترددات (ترانسبوندر) transponders على النحل ومراقبتها، كما وضعوا قسما من النحل في جهاز محاكاة الواقع الافتراضي.
وقال البروفسور جيمس مارشالJames Marshall من جامعة شيفيلد Sheffield University: "من المثير للدهشة أن نحلة وعقلها بحجم الدبوس، تستطيع الطيران أكثر من خمسة أميال ثم تذكر طريقها إلى القـفير"، لافتا إلى أن ثمة "الكثير من البحوث والهندسة في تصميم الأنظمة المسيرة، لكن، ليس لدينا نظام مسير يتمتع بمثل كفاءة وقوة النحل".
وأضاف مارشال الذي قدم نتائج أبحاثه أمام الجمعية الأميركية للتقدم العلمي: "إذا أردت من الطائرة المسيرة توصيل شيء ما إلى موقف سيارات متعدد الطوابق فلن يقدر نظام الملاحة للطائرة في أماكن كهذه، فالأمر يتطلب الكثير من العمليات الحسابية التي يصعب للجهاز تحملها، لكن الحشرات قادرة على التنقل في مسارات معقدة بشكل روتيني".
وراقب العلماء كيف يتجنب النحل العواقب المختلفة من خلال اكتشاف الهندسة العكسية لدماغ النحل (اكتشاف كيف يتنقل النحل على بعد عدة كم وإمكانيته في العودة إلى قفيره)، وقال مارشال: إنه لغز كبير، ونحن نعلم كيف تتصل الخلايا العصبية معا في الدماغ ونعرف كيف يستجيب بعضها للمدخلات...".
تجدر الإشارة إلى أن النحل يتسم بقدرات بصرية خارقة، حيث يمكن للنحلة التنقل في بيئة معقدة ثلاثية الأبعاد مع الحد الأدنى من التعلم، وذلك باستخدام مليون خلية عصبية فقط موجودة في ملليمتر مكعب من الدماغ، لـ "فايننشال تايمز" Financial Times.