"إنجاز" جديد لمنظومة تحالف السلطة... لبنان "شحاد بشرف"!

مشاركة


لبنان اليوم

سلام ناصر

من يملك القدرة على مواجهة غضب الناس؟ ولماذا "تُستنفر" الدولة لتكسير واجهة مصرف ولا يرف جفن لمسؤول مع استمرار إذلال المواطنين أمام المصارف عينها و"تكسير" أحلامهم وتهشيمها؟ ولا من يحرك ساكنا حيال حجب مدخرات اللبنانيين من قبل المصارف عينها.

مفارقة غريبة، علما أن تكسير واجهات المصارف مرفوض، وحجب المصارف لأموال الناس مرفوض كذلك، إذا، هي معادلة الفوضى، وسط أزمة هي نتاج أهل السلطة المتوارثة منذ ثلاثين عاما إلى اليوم، نتاج تحالف قوى السلطة التي بددت المال العالم وأوصلت لبنان ليصل عالميا إلى مرتبة "شحاد بشرف"!

وسيظل الحدث المصرفي طاغيا، يحاصر اللبنانيين، وآخر تجلياته ما شهده ليل أمس وسط بيروت، فمع إمعان المصارف في إجراءاتها غير المبررة تحركت مجموعات من الحراك المدني باتجاه واجهات المصارف، وتمكنت من تحطيم بعضها، ولا سيما "بنك عودة"، بعد أن سرت إشاعة بأنه سيمتنع بدءاً من اليوم عن دفع أية استحقاقات للمودعين بالدولار، فضلاً عن السحوبات، ما دفع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للاتصال برئيس جمعية المصارف سليم صفير، والتداول معه في الموقف.

في وقت كان فيه الجيش اللبناني يمنع المحتجين الغاضبين من تكسير واجهات عدد من المصارف في بيروت، مع تجديد التأكيد على حق التظاهر ورفض الاعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة، بالتزامن مع تراجع سعر صرف الدولار بعد اجراء قضائي قضى بإحالة صيارفة إلى القاضي المختص في بيروت، على خلفية ادعاء المدعي العام المالي عليهم بالتلاعب بالدولار، الأمر الذي يُسيء إلى المالية العامة والاستقرار النقدي، بحيث ارتفع العدد إلى 35 مصرفياً في يومين.

كل ذلك، وسلطة الفساد تتحكم برقاب الناس، والمصارف جزء من تحالفاتها وامتيازاتها وأوكارها الناهبة للمواطنين، وفي المحصلة، نجحت السلطة في تحويل لبنان إلى "شحاد" برتبة بشرف على أعتاب الدول الكبرى.







مقالات ذات صلة