رائحة الفساد تخطت لبنان... لا مساعدات دون إصلاحات!
سلام ناصر
لم يعد خافيا على أحد أن النظرة إلى لبنان تغيرت، من بلد شبه مأزوم سياسيا واقتصاديا إلى بلد يعيش بين براثن الأزمة بعناوينها المالية خصوصا، ولم يعد ثمة قدرة "لبنانية" على التذاكي أمام دول العالم، فرائحة الفساد تخطت حدود لبنان ووصلت إلى الدول المانحة، بمعنى أن معايير "الشحادة" لم تعد كما كانت من قبل، فالتعمية والقفز فوق الحقائق و"أرقامها" صارت جميعها "بضاعة" منتهية الصلاحية.
وسط كل ذلك، كان المشهد بالأمس واضحا منذ لحظة وصول وفد صندوق النقد إلى بيروت، وكان واضحاً أكثر من خلال ما سمعه المسؤولون اللبنانيون من الوفد الدولي المفترض يواصل لقاءاته في الأيام المقبلة، خصوصا لجهة أن الدول المانحة والمؤسسات المالية العالمية، في حال قررت مساعدة لبنان، فإنها لن تقدم أي مساعدة قبل أن تتلمس جديا بأن السلطة اللبنانية قامت بما يتوجب عليها من إصلاحات، سبيلا وحيدا لإخراج البلد من أزمته المستعصية.
باختصار، لا مساعدات دون إصلاحات، وكان وفد صندوق النقد واضحا خلال اجتماعه بالمسؤولين اللبنانيين، لا سيما وأنه قدم رؤيته لخارطة طريق يتوجب على لبنان السير بها إذا ما أراد الخروج من النفق، بانتظار أن يقرر لبنان الاستعانة بخبرات الصندوق، للخروج من هذه الأزمة التي تتهدده بمخاطر جسيمة على مختلف المستويات.