ظُـــلِـــمَ الرئيس عون مرتين!
أنور عقل ضو
يوم انتخب العماد إميل لحود رئيسا للجمهورية ظن اللبنانيون أن زمن الفساد ولى، حتى أن موظفي الدوائر الحكومية واظبوا على الدوام الكامل، فيما ترفع بعض معقبي المعاملات عن دفع وتلقي الرشى، وما حصل أن غيمة صيف ومرت وعاد لبنان من سيء كانَه إلى أسوأ صاره، لا بل وشهدنا تدخلا استخباراتيا تشبها بنظام الوصاية السوري، فطلب من رؤساء البلديات - على سبيل المثال لا الحصر - وضع لافتات ترحب بالتمديد للرئيس لحود لقاء تسهيل معاملات في دوائر الدولة!
ما أشبه اليوم بالأمس، ما إن وصل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى سدة الرئاسة الأولى حتى ساد الاعتقاد ذاته، لكن مع فارق بسيط، ففي عهد الرئيس عون ليس ثمة وصاية سورية، لكن ما بدا جليا أن أكثر من أساء إلى مسيرة العهد هم المقربون منه، وأكثر من وضع العصي أمام دواليب العهد هم وزراؤه.
ظُلم الرئيس عون مرتين، من ذوي القربى والحلفاء ومن الخصوم على حد سواء، ولنتذكر كيف تأخر تشكيل حكومة الرئيس سعد الحريري سبعة أشهر لتصلب رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وتمسكه بشروطه، ولم يدر في خلد باسيل أن سبعة أشهر مرت من عمر العهد دون أي تقدم، وأن هدرا للوقت دفع ثمنه العهد أولا وآخرا، فيما كان يمكن تقديم تنازلات من التيار لصالح العهد، وهذا لم يحصل، إلى أن شهدنا كيف تحولت وزارات منصات إعلامية للتيار الوطني الحر.
وما تلا ذلك معروف لجميع اللبنانيين، وصولا إلى التهديد بـ "قلب الطاولة"، فكانت بعدها ثورة 17 تشرين، والأنكى أن أحدا لم ولن يتعلم من الأمس القريب.
نعم، ظلم الرئيس عون مرتين!