أفريقيا تحير العلماء... و"كورونا" السبب!
"إليسار نيوز" Elissar News
سجلت القارة السمراء أفريقيا عددا قليلا من الإصابات بفيروس "كورونا" Corona المستجد أو ما اتفق على تسميته بـ COVID_19، مقارنة بقارات العالم الأخرى ما أثار حيرة العلماء حول العالم!
فقد سجلت حتى الآن إصابات في أفريقيا بـ "كورونا"، ووفقا لخارطة خبير أمن الإنترنت اللبناني غسان بلطه جي Baltahji’s Tracker التي ابتكرها ويجري تحديثها بشكل مباشر وفقا للأعداد الرسمية في مصر (55 حالة، وحالة وفاة لشخص من التابعية الألمانية)، الجزائر (20)، السنغال (4)، جنوب أفريقيا (3)، المغرب (2)، الكاميرون (2)، نيجيريا (1)، تونس (1) وتوغو (1) بالنسبة لعدد سكان القارة الذي يزيد عن 1،3 مليار نسمة، والعدد يعتبر قليلا بالنسبة لعدد الدول التي سجلت إصابات بالفيروس، كما عدد الحالات المسجلة في البلدان السابقة، بالنسبة للعدد المسجل في بلاد أخرى مثل لبنان الذي سجل 32 حالة حتى اليوم، فيما عدد الحالات حول العالم ناهز 110 آلاف نسمة، كما سجلت أول حالة وفاة في القارة، في مصر لشخص ألماني.
ووفقا لدراسة نشرت في مجلة "لانسيت" Lancet العلمية يوم 15 شباط/فبراير الماضي، حول الوضع العام في أفريقيا، وفي الأيام الأولى من انتشار الفيروس في ووهان الصينية، تخوف العلماء من إمكانية انتشار العدوى في أفريقيا، أولا لصلاتها الهامة مع بكين، وثانيا لضعف النظام الطبي في عدد كبير من دولها، ومنذ في 30 كانون الثاني/يناير، أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن وباء الفيروس التاجي الجديد (2019-nCoV)، المتمركز في الصين، هو حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقًا دوليًا، وكان جزءا كبيرا من تعليل منظمة الصحة العالمية للسبب هو "الحاجة إلى جهد عالمي منسق لتعزيز التأهب في مناطق أخرى من العالم"، مع استمرار ارتفاع الحالات وانتشارها في كافة أنحاء العالم، فعلى الحكومات والمؤسسات في أفريقيا إجراءات للتحضير لأوائل حالات العدوى.
كما قال أمبروز تاليسونا، قائد فريق منظمة الصحة العالمية في إفريقيا، للتأهب لحالات الطوارئ في مقال "لانسيت": "إن خطر واحتمال حدوث تفشي في أفريقيا مرتفع للغاية". وأعلن أنه في 11 شباط/فبراير، أنه لا يوجد في أفريقيا أي حالات مؤكدة، لكن تم تشخيص مرضى مشتبه بهم في كل من إثيوبيا وكينيا وساحل العاج وبوتسوانا، وأعلن رئيس المنظمة الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس أن المجتمع الدولي رصد مبلغ 675 مليون دولار ابتداء من شهر شباط/فبراير وحتى نيسان/إبريل من هذا العام 2020 من أجل الصين وعلى مستوى العالم لحماية الدول التي لديها أنظمة صحية أضعف.
وأعطت منظمة الصحة العالمية الأولوية لدعم 13 دولة على أساس روابط النقل الوثيقة مع الصين: الجزائر، أنغولا، ساحل العاج، جمهورية الكونغو الديمقراطية، إثيوبيا، غانا، كينيا، موريشيوس، نيجيريا، جنوب إفريقيا، تنزانيا، أوغندا و زامبيا.
وأوضح مدير السيطرة على الأوبئة في أفريقيا CDC، John Nkengasong ، حول التهديد الذي يشكله الفيروس على أفريقيا "هذا المرض يشكل تهديدا خطيرا للديناميات الاجتماعية والنمو الاقتصادي والأمن في أفريقيا، إذا لم نكتشف كيفية تفشي الأمراض واحتوائه في وقت مبكر ، فلا يمكننا تحقيق أهدافنا التنموية".
وقد تلقى 15 خبيراً من الاتحاد الأفريقي تدريباً على التشخيص المخبري لـ 2019-nCoV في عاصمة السنغال داكار، يومي 6 و 8 شباط/فبراير، كما تدعم منظمة الصحة العالمية التدريب في إثيوبيا وغيرها من البلدان على عزل المرضى المصابين وعلاجهم ورعايتهم.
إلا أنه ومنذ نشر هذا المقال، فإن الحالات في قارة أفريقيا، أكدت إن انتشار المرض ليس كما هو الحال في باقي القارات، وخصوصا أوروبا وآسيا، وقال البروفيسور Thumbi Ndungu ، من المعهد الإفريقي للبحوث الصحية Africa Health Research Institute (SANTHE) في ديربان بجنوب إفريقيا: "لماذا لا ينتشر الوباء في القارة؟ لا أحد يعلم. ربما لا توجد الكثير من رحلات السفر بين إفريقيا والصين".
إلا أن الخطوط الجوية الإثيوبية، أكبر شركة طيران إفريقية، لم توقف رحلاتها إلى الصين منذ انتشار الوباء، واستأنفت شركة طيران جنوب الصين يوم الأربعاء رحلاتها إلى كينيا، وفقا لموقع "فرانس 24".
لكن وفقًا ل Quartz Africa ، قد يكون حوالي 4600 طالب أفريقي، غير قادرين على العودة إلى بلادهم من الصين خوفًا من انتشار العدوى. وتشمل الدول التي تحتفظ بمواطنيها بالخارج غانا وأوغندا وكينيا. ليس لدى غانا أي خطط حتى الآن لإعادة مواطنيها، علما أن الاتحاد الوطني الغاني طالب بالإجلاء الفوري للطلاب الغانيين في ووهان، وبحسب ما ورد رفضت أوغندا إعادة ما يقدر بـ 67 طالبًا أوغنديًا في ووهان.
وفي الأسبوع الماضي، نظم عشرات الطلاب الأفارقة احتجاجًا صامتًا في جامعة ووهان للعلوم والتكنولوجيا يحملون لافتات تقول من فضلكم، من فضلكم، يرجى إعادتنا إلى أوطاننا، وفي نيجيريا ، بث التلفزيون المحلي نداءً بالفيديو من طالب نيجيري لم يكشف عن اسمه.
وهناك مئات الكينيين عالقون في الصين، تقول وزيرة الشؤون الخارجية مشاريا كاماو إن الطلاب "آمنون أينما كانوا"، إذ يوجد في كينيا طبيب واحد فقط لكل 5000 مواطن وتنفق 4.7 من ناتجها المحلي الإجمالي على الرعاية الصحية - أقل بكثير من المتوسط العالمي.
وستكون جنوب إفريقيا أول دولة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تقوم بإجلاء مواطنيها من الصين والمناطق المتضررة.
في المحصلة، لا يوجد سبب يمكن إيراده، لعدم تفشي العدوى في القارة السمراء، على الرغم من ترشيح البعض المناخ الإفريقي بأن يكون سببا رئيسيا في ابتعاد الفيروس عن القارة، ولكن هناك تخوف في الوقت عينه، من أن تكون هناك أعداد كثيرة، ولكن كما سبق وذكرنا، فهشاشة الخدمات الصحية، لم تتمكن من الكشف ومتابعة هذه الحالات.