جريمة موصوفة في مجدليا شمالا... تسميم كلاب أليفة داخل ممتلكات أصحابها!

مشاركة


خاص اليسار

 

سوزان أبو سعيد ضو

كان يوم السبت 7 آذار/مارس هو يوم أسود بامتياز لمجموعة من الناشطين في مجدليا قضاء زغرتا، فبعد حملة مشهودة بإنقاذ كلاب مشردة، وهما كلبان كلبة بيضاء اسمها Chloe وكلب لونه بني وأبيض اسمه Roxy، وقاما بعلاجهما وتلقيحهما ثم عملية تعقيمهما، وقد تم تبنيها من قبل أشخاص في مجدليا، وظن الناشطون أن محنة الكلبين بأن وجدوا لهما بيوتا قد انتهت، إلا أن اليد الآثمة، أبت إلا أن تعذب هذه الأرواح البريئة، التي تآلفت مع متبنيها وأهالي الشارع الذي تقطنه، فقد قام مجهولون بتسميمهما بمادة اللانيت، لتقضي بأقصى درجة من الألم، ولم يتمكن الناشطون الذين قاسوا الأمرين لإنقاذهما في المرة الأولى من إنقاذهما للمرة الثانية، وليس ذلك فحسب، بل نفقت هرتان أيضا كانت قد تبنتهما عائلتين من الحي نفسه.

وقال أحد الناشطين لـ "إليسار نيوز": تم تسميم كلاب بيوت، Chloe الكلبة البيضاء انقذتها صديقة لي والآخر كلبة ذات لون بني وأبيض Roxy انقذته بنفسي، وبقي لدي سنتين ونصف السنة، حتى وجدت له منزلا مناسبا، وهو المنزل الذي تسمم فيه"، وأضاف: "حوالي الساعة الثامنة مساء، علمنا بحالة التسمم، وهرعنا الى المكان، لنجد الكلبة البيضاء نافقة، أما التاني فقد نفق بين يدي، ولم أتمكن من إنقاذه، في اليوم الثاني وبعد أن دفنا الكلبين، وجدنا سم اللانيت ملقى على الأرض، كما بلغنا خبر نفوق هرتين أيضا، إحداهما لبيت ج.ا، ولم يزودونا بصورة لها، والثانية هرة سوداء وبيضاء، وجدناها نافقة بعد تناولها اللانيت، ولدينا صور لها وللكلبين النافقين، بالإضافة إلى فيلم فيديو، علما أنه ليلة الحادثة اتصلنا بالقوى الأمنية ولم يأت أحد وطلبوا منا الإنتظار ليوم الإثنين وتقديم شكوى لدى النيابة العامة، ولم نتمكن حتى اليوم الأربعاء من الذهاب إلى طرابلس لتقديم شكوى، وكانت النيابة مقفلة بسبب الدعوى لحظر التجمعات للحد من انتشار فيروس كورونا ونص مختار قريب من المحكمة الشكوى ليقدمها للنيابة يوم يفتح قصر العدل".

وتابع الناشط: "لكن خلال الوقت ، تابعنا تحقيقاتنا، وقد كشفت الكاميرات، التي تملأ الشوارع لدينا شابا يرتدي بنطلون جينز وقميص أبيض، ومعه شخصين يرتديان ثيابا سوداء ويستقلون جميعا سيارة دفع رباعي فضية، وبعد مشاهدة فيديوهات توثق ما حصل، وقد قام الناشطون بالبحث في فيديوهات كافة الكاميرات، كون المدعو ا.ر قبل الظهر قد أطلع الفتاة التي تبنت الكلبة روكسي بفيديو يوثق الشاب الذي يرتدي بنطلون جينز وقميص أبيض والشخصين معه وهما يلقيان مادة ما داخل بوابة أحد المنزلين اللذان تتواجد فيهما احدى الكلبتين، وبقدرة قادر اختفت الفيديوهات، وادعى أحدهم أن ثمة عطلا في الكاميرات".

وأوضح الناشط: "لكن كاميرات ثانية أظهرت الشاب المذكور يوقف المركبة، ويخرج منها الشخصان اللذان يلبسان ثياب سوداء، ويقومان برمي سم اللانيت داخل حديقة منزل الشخص الذي يقتني الكلبة البيضاء Chloe، ثم عاد الشخص الذي يرتدي القميص الأبيض وبنطلون الجينز برمي اللانيت داخل حديقة المنزل الذي تتواجد فيه الكلبة البنية Roxy، ودخلوا إلى محل في الحي، وغسلوا أيديهم من السم، وقفلوا راجعين مستقلين المركبة عبر شارع مار الياس في القرية".

وأشار الناشط إلى أن الناشطين وجدوا الكثير من سم اللانيت داخل بوابة الحديقة، وداخل بيت الكلب Roxy، كما احتوى قيء الكلبتين على بقايا اللانيت".

وأكد الناشط أن في هذا الفعل عدة مواد جرمية، فضلا عن الخطر على السلامة العامة على القاطنين في المنازل المذكورة، وذلك باستعمال اللانيت الغير مشروع والمحظور عالميا، ومن قبل وزارة الزراعة اللبنانية، وخرق بند قانون الرفق بالحيوان المادة 47، والتعدي على الاملاك الخاصة والعامة، ولم يجد الناشطون سببا ليقوم هؤلاء الأشخاص بهذا الفعل البشع الذي لا يتقبله أي صاحب ضمير.

ومن الجدير ذكره في هذا المجال، ووفقا للناشطين أن رئيسة البلدية جمانة البعيني أبدت تجاوبا مع قضية إنقاذ الكلاب الشاردة، وتعاونا قل نظيره بين رؤساء البلديات مع الناشطين، وليس ذلك فحسب، بل طالبت الناشطين بتقديم دعوى لدى البلدية لتتم متابعة القضية وتجريم الفاعلين، خصوصا وأن البلدية كانت متابعة لمبادرة إنقاذ الكلاب الشاردة ومنذ البداية، بل ابدى السكان تفاعلا مع هذه المبادرة، وقام العديد منهم بتبني الحيوانات التي تم إنقاذها، وقد أثبتت هذه الخطوة ما يمكن أن ينتج عن تعاون مكونات المجتمع المدني في هذا المجال وغيره من الجوانب الإنسانية نتائج هامة ومرجوة

ونعتذر عن نشر الصور البشعة للغاية، درءا لما يمكن أن ينتج عنه من أذى معنوي ونفسي للكثيرين، ونكنفي بالصور الجميلة لهما وهما على قيد الحياة، وكما وثقها الأشخاص الذين تبنوهما، وسنزود القوى الأمنية بهذه الأدلة حال مطالبتهم بها.







مقالات ذات صلة