خارطة الخبير بلطه جي التفاعلية و"إليسار نيوز" حول "كورونا" يحتلان موقعا متقدما على "غوغل"!
سوزان أبو سعيد ضو
سجلت الخارطة التفاعلية Baltahji’s Tracker التي ابتكرها خبير أمن الإنترنت اللبناني غسان بلطه جي، الذي ثابر على متابعة تطور المستجدات في انتشار عدوى فيروس "كورونا" Corona المستجد أو ما اتفق على تسميته بـ COVID_19 حول العالم بطريقة علمية وموثقة واعتمادا على أرقام رسمية، وقد أثمر التعاون بين بلطه جي وموقعنا "إليسار نيوز" لجهة اعتمادها في الكثير من المقالات في موقعنا "إليسار نيوز"، وقد تصدرت هذه الخارطة على محرك البحث "غوغل" Google أمس واليوم، ومتقدمة على الخارطة التفاعلية المبتكرة من فريق من الخبراء في جامعة "جون هوبكنز" المرموقة، علما أن هذا الترتيب يتغير باستمرار، وفقا لتفاعل قراء "غوغل".
وقد وصلت هذه الخارطة إلى المراكز العشرة الأولى حول العالم كونها سهْلة الاستعمال على الهواتف النقالة Mobile friendly مقارنة بغيرها من الخرائط التفاعلية، كما أن القدرة على البحث في تفاصيل عدة في أكثر من ألف منطقة حول العالم وصولا إلى أسماء الشوارع وعدد الإصابات، ما يجعلها ممكنة وسهلة لأي شخص.
بلطه جي
تجدر الإشارة إلى أن هذه الخارطة التفاعلية والجدول المرفق بها، هي نتاج مجهود فردي، وقد اعتمد بلطه جي البيانات من المصادر الرسمية وحال ورودها من الدول المختلفة، ووفقا لبلطه جي: "لذا تتغير البيانات باستمرار وأحاول مواكبتها، وذلك وفقا لما تصدره الدول في توقيت معين، فضلا عن دول تتبع توقيتا عشوائيا، وعلى سبيل المثال فإن الصين وكوريا الجنوبية، تصدر تقريرها الساعة الثامنة صباحا بتوقيتها، أي في ساعات الفجر الأولى بتوقيت لبنان، أما أوروبا، فتصدر أرقامها في توقيت أبكر من توقيت اصدار الدول العربية بحوالي الساعتين أي بين العاشرة و12 صباحا، ودول عدة لا تتبع توقيتا معينا ومنها لبنان".
وأشار بلطه جي إلى أن "هذا مجهودا فرديا ولا يبغي الربح، وقد تابعت الحالات ومنذ بداياتها، وعلى الرغم من توافر معلومات غير رسمية من مصادر داخل لبنان، وفي مناطق عدة من العالم، لا أورد معلومات إلا ما تعلن عنه مصادر رسمية وموثوقة، وبناء لمتابعاتي، فإن هذه العدوى تنتشر بسرعة، والأرقام الحقيقية أكبر بكثير مما تعلن عنه الدوائر الرسمية، وهو أمر مقلق للغاية".
التعاون مع "إليسار نيوز"
وتابع بلطه جي: "سنحت لي الفرصة التعاون مع موقعكم الكريم "إليسار نيوز"، وهو ما أدى إلى متابعة من الكثيرين، حيث بلغ عدد المشاهدات للخارطة التفاعلية 54,718 حتى الآن، وعند تحديثها وزيادة الإضافات، تتوقف لفترة وجيزة وتبدأ الإتصالات عبر مواقع التواصل الإجتماعي بي، ومن حول العالم، كي أعيد تفعيلها"، ولفت إلى أن "هذا المجهود يأخذ من وقتي الكثير، ولا أبتغي التقدير أو ما شابه، ولكن أصبح لدي كواجب أخلاقي وإنساني، أقدمه لنفسي أولا ولكثير من الأشخاص والمتابعين، خصوصا وأن هذا الجهد أثمر على محرك البحث غوغل Google أن وصلت الخارطة إلى مواقع متقدمة متخطية الخارطة التي ابتكرها فريق كبير من جامعة John Hopkins ويوم أمس مثلا حلت الخرائط التي أوردناها ضمن مقالات على موقع (إليسار نيوز) بعد خارطتين لموقع NY Times وخارطة لموقع BBC، كما حلت في المرتبة الأولى في لبنان".
العدوى في لبنان
وعن انتشار العدوى في لبنان قال بلطه جي: "للأسف البوادر غير إيجابية، فهناك العديد من الحالات التي لا تظهر عليها الأعراض، ولم يتم تنفيذ حجر صحي كاف على العديد من الحالات المشتبه بها، كما لم يتم إقفال المنافذ البحرية والبرية والجوية أمام حركة المسافرين من مناطق موبوءة، ما يشي بحالات كثيرة نتحضر لنواجهها وبرأيي خلال أسبوع على أبعد تقدير، ويتبع الفيروس وفقا للإحصائيات معدل نمو (أسي) Exponential، أي أن عدد الحالات المكتشفة سيكون مقابلها العدد مضاعفا، وخلال وقت قصير، وحتى لو لم ترد هذه الأرقام رسميا، فعلى سبيل المثال، اذا اكتشفت 5 حالات، فإن العدد من المحتمل ان يتضاعف 5 مرات أي أن يصل إلى 25 كما شهدنا في كوريا الجنوبية وإيطاليا وفرنسا وغيرها، وما نتوقع حدوثه في لبنان".
الهجوم على الإعلام
وألمح بلطه جي إلى أن "المؤسسات الرسمية وعلى الرغم من الإطلالات الإعلامية الكثيرة، هاجمت الإعلام واتهمته بإثارة الهلع، لتعود وتنكفئ بعدها، وهو ما توقعناه، فهذا الأمر تكرر في إيطاليا، إذ تعاملت السلطات والشعب مع المرض وكأنه أنفلونزا عادية، لتتقدم إيطاليا بعدد الإصابات (12,462 ، وعدد الوفيات827 ) عن كوريا الجنوبية (7,869 ، الوفيات 66)، ولتحل بالمرتبة الثانية بعد الصين (عدد الحالات الآن 80,796 والوفيات 3,169 ) في عدد الحالات والوفيات، كما تكرر الأمر نفسه في إيران (عدد الحالات الآن 10,075 وعدد الوفيات 429)، إذ تغاضت السلطات عن التنبيهات المختلفة من ناشطين، لتنتشر العدوى بصورة كبيرة وليس ذلك فحسب، بل صدرتها إلى دول الجوار وخصوصا لبنان (عدد الحالات 68 والوفيات 3 حتى الآن)، علما أن الأرقام الرسمية أقل بكثير مما تؤكده مصادر غير رسمية وكذلك الأمر في الصين، حيث اتبعت تعتيما قاسيا منذ البداية وما زالت، مع اعتقال لناشطين وصحافيين واتهامات جاهزة بالخيانة، من جهتها اتبعت الولايات المتحدة استراتيجية الاستهتار بعدم إجراء فحوصات كافية، على الرغم من توزيع أكثر من 3 ملايين من معدات الفحص وفقا لمصدر من البيت الأبيض".
الوضع قاتم للغاية في لبنان
وأضاف: "بينما قدرت كوريا الجنوبية عدد الفحوصات اليومية بما يفوق 10 آلاف فحص مخبري، فهل قدرة كوريا الجنوبية أكبر من قدرة الولايات المتحدة الأميركية، وتحت الضغط الشعبي تم إجراء المزيد من الفحوصات المخبرية ليتبين عدد الإصابات الهائلة بعدها، على الرغم من النتائج الإيجابية المتواضعة في البداية، وخلال دقائق وكما أوردتم في مقال تضاعف عدد الحالات بصورة غير مسبوقة وصل عدد الحالات فيها حتى الآن 1,364 بينما كان العدد امس 1016، وكان عدد الوفيات 31 وأصبح 38، وهذا ما تخوفنا من حدوثه في لبنان وما نرجح أن يحصل، ويوافقنا في هذا الرأي العديد من الخبراء في الصحة والإحصاء".
وختم بلطه جي: "الوضع النهائي يتبع القيود الفردية التي تطبقها كل دولة وفعالية الخدمات الصحية وشفافيتها، وكذلك الوضع السياسي والاقتصادي، وفي حالة لبنان، فالوضع بأكمله قاتم للغاية"!