أعداد الذين تعافوا من "كورونا"... حقائق وأرقام!

مشاركة


صحة وجمال

 

سوزان أبو سعيد ضو

لم نركز في الأسابيع الماضية سوى على الحالات المكتشفة من المصابين بفيروس"كورونا" Corona   المستجد أو ما اتفق على تسميته بـ  COVID_19، وعدد الوفيات، وهي أعداد لا يستهان بها حيث بلغ حتى وقت كتابة هذه السطور 149615، أي أقل من 150 ألف إنسان مصاب، بالإضافة إلى 5605 حالة وفاة بهذا الفيروس الغامض، ولكن السؤال الأهم ما هي أعداد ونسب التعافي من هذه العدوى؟

بداية لا بد من الإشارة إلى تفاوت في نسب التعافي، وفقا لعمر الشخص وجنسه، مناعته، وما يعاني من أمراض مزمنة، ويجمع علماء الأوبئة على أن النسب تصل إلى 82 بالمئة شفاء من المرض، وهناك ما نسبته 18 بالمئة في حالة حرجة، وما يقدر بـ 6 بالمئة وفيات، وهذه وفقا للأرقام الرسمية، ونشدد هنا على الأرقام الرسمية، كون هناك أعداد كبيرة من ناقلين للعدوى دون أعراض، وتمكنوا من نقل المرض إلى محيطهم، وهذا ما حصل في إيران والولايات المتحدة الأميركية وكذلك في إيطاليا، وكما حصل في كثير من الدول ومنها لبنان، ما أدى إلى انتشار واستفحال المرض، وتعرذ المزيد من الأشخاص له، وهو ما قد يفسر ارتفاع أعداد المصابين والوفيات، وهي ما يمكن إطلاق اسم الحالات "النائمة" Dormant Cases، عليها وهي هذه الحالات التي ساهمت بنشر المرض بين المقاطعات والبلدان، ولم تتمكن آلات الكشف في المطارات واليدوية من كشفها داخل الصين وخارجها.

وبالعودة إلى حالات الشفاء، فقد سجل حتى الآن تعافي 73726 من أصل 149615، وهذه نسبة كبيرة، كون هذه الحالات، قد مر عليها 14 يوما على الأقل في الحجر الصحي، وسترتفع هذه النسبة يوميا، وبالمقابل سيرتفع عدد الإصابات، طالما لم تقم البلدان والأفراد بمبادرات للحد من انتشار العدوى.

وفي لبنان تعافت حالتان من أصل 93، وهو عدد كبير للغاية بالنسبة لعدد السكان في لبنان، خصوصا إن كان ما نتوقعه من عدد مماثل وربما أكبر بكثير كحالات "نائمة" ما ينبئ  بانتشار كبير، إن لم نتدارك الأمور، ووفقا للعديد من خبراء الأوبئة، فإن النسبة قد ترتفع "أسيا" exponential، خصوصا مع استمرار الحكومات بفتح المنافذ الحدودية البرية والبحرية والجوية من جهة، وعدم إعلان حالة الطوارئ، فضلا عن وصول العديد من الحالات من بلدان أخرى، جرى تعتيم على عدد الإصابات فيها لأسباب معظمها اقتصادية، ومنها عربيا مصر، وعالميا الولايات المتحدة الأميركية.

وتشهد الولايات المتحدة الأميركية تحديات عدة، مع انهيار اقتصادي كبير، وقد وثقنا في موقعنا إليسار نيوز، بعضها ومنها انهيار سوق الأسهم، فضلا عن تأثر الملاحة الجوية بمبالغ تصل إلى 9 تريليون دولار حول العالم، فهذه الأضرار الإقتصادية لم تطاول أميركا فحسب، بل كل أصقاع الأرض.

سيكون في الأسابيع القادمة، تداعيات لهذه العدوى الشرسة، فهناك إغلاق شبه تام للشركات والمؤسسات العامة والخاصة والأسواق والمحال والحركة التجارية، ما يترتب من خسائر اقتصادية فادحة لجهة توقف العمل، والسؤال متى ستبدأ الأسواق بالتعافي، هو أمر سيدرسه خبراء الإقتصاد والتمويل وغيرها في المرحلة القادمة، وسيدرسونه في الجامعات وفي الشهادات العليا، وهو أمر غريب للغاية عن كيفية تمكن مخلوق متناه في الصغر ولا يرى سوى بالميكروسكوب الإلكتروني، أن يزعزع اقتصاد العالم ويهدد عروش كبرى الدول.

إلا أن بيت القصيد أن ننظر إلى الجزء المملوء من الكأس، هناك حالات تعاف، نسبها عالية، ووفقا لمنظمة الصحة العالمية WHO، وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية في الصين، قد توصلت إلى نسب الوفاة وفقا للفئات العمرية كما هي ظاهرة في الجدول المرفق، مثلا بين ما دون 10 سنوات صفر بالمئة، بينما ترتفع النسبة إلى 0.2 بالمئة بين 10 و39 سنة، إلى 0.4 بين 40 و49 سنة، وبين 50 و59 ترتفع إلى 1.3 بالمئة، وبين 60 و69 سنة 3.6 بالمئة، وبين 70 و79 بالمئة 8 بالمئة لترتفع بين 14.8 و21.9 بالمئة بين فئة 80 عام وما فوق، كما تتأثر النسب بالجنس فإن الذكور معرضون أكثر، إذ تتراوح النسبة 2.8 و4.7 بالمئة، والإناث بين 1.7 و2.8.

ومن جهة ثانية، فالحالات المرضية المزمنة تؤثر على نسب التعافي، ففي حالة عدم وجود حالة صحية تصل نسب الوفاة إلى 0.9 بالمئة، وفي حالات السرطان تتفاوت بين 5.6 و7.6 بالمئة، لترتفع في حالة ارتفاع الضغط الدموي إلى ما بين 6 و8.4 بالمئة، وفي حالة الأمراض التنفسية المزمنة إلى ما بين 6.3 و8 بالمئة، بينما في حالة مرض السكري، فالنسبة تتراوح بين 7.3 و9.2 بالمئة، وإن كان المصاب يعاني من أمراض القلب والشرايين، تتراوح النسبة بين 10.5 و13.2 بالمئة.







مقالات ذات صلة