"الغارديان" تكشف وثيقة طبية سرية... 80 بالمئة من البريطانيين قد يصابوا بـ "كورونا"!

مشاركة


صحة وجمال

 

رصد وترجمة: سوزان أبو سعيد ضو

كشفت وثيقة سرية موجزة  صادرة عن مسؤولين كبار الخدمات الصحية العامة NHS في بريطانيا، فحواها أن وباء الفيروس التاجي "كورونا" Corona  المستجد أو ما اتفق على تسميته بـ COVID_19، في المملكة المتحدة سيستمر حتى الربيع المقبل ويمكن أن يؤدي إلى إصابة 80 بالمئة من البريطانيين بالفيروس، ويتطلب إدخال (15 بالمئة) 7.9 مليون شخص إلى المستشفى.

وجاء نص الوثيقة كالتالي: "من المتوقع أن يصاب 80 بالمئة من السكان بـ Covid-19 في الـ 12 شهرًا المقبلة، وقد يتطلب دخول ما يصل إلى 15 بالمئة (7.9 مليون شخص) إلى المستشفى".

وتنص الوثيقة أيضًا على ما يلي:

"- لا يمكن أن تتعامل الخدمات الصحية مع العدد الهائل من الأشخاص الذين يعانون من أعراض والذين يحتاجون إلى الاختبار لأن المختبرات تحت ضغط كبير من الطلب لإجراء إختبار الفيروس.

-  من الآن فصاعدًا، سيتم فحص المرضى الذين يعانون من مرض خطير للغاية، والذين هم بالفعل في المستشفى، والأشخاص في دور الرعاية والسجون، حيث تم الكشف عن الفيروس التاجي.

- تخضع خدمات الاختبار لضغوط كبيرة لدرجة أنه حتى موظفي NHS لن يتم الكشف عليهم، على الرغم من دورهم الرئيسي وخطر نقل الفيروس إلى المرضى".

والوثيقة التي اطلعت عليها صحيفة الغارديان، هي المرة الأولى التي يعترف فيها مسؤولين كبار في الخدمات الصحية، والذين يتعاملون مع الفيروس الغامض، بأنهم يتوقعون أن ينتشر لمدة 12 شهرًا أخرى، وأنه سيؤدي إلى ضغط إضافي كبير على NHS المثقل بالفعل.

كما تشير الوثيقة إلى أن مسؤولي الصحة يتجهون للاستعداد إلى أن يصاب 80 بالمئة من البريطانيين بالفيروس التاجي خلال ذلك الوقت.

وفي هذا المجال، وصف كبير المستشارين الطبيين للحكومة البروفيسور كريس ويّتي Chris Whitty، هذا الرقم في وقت سابق بأنه أسوأ سيناريو يمكن حدوثه، مقترحا أن الرقم الحقيقي سيكون أقل من ذلك، ومع ذلك، توضح الوثيقة الموجزة أن أربعة من كل خمسة من السكان "من المتوقع" أن يصابوا بالفيروس.

وتوضح الوثيقة ما خلص اليه مسؤولين رسميين حول مدى خطورة العدوى، وهو ما يمكن أن يؤثر على كل من صحة الجمهور، وصحة العاملين في الخدمات الحيوية مثل NHS والشرطة ورجال الاطفاء وعلى قطاع النقل.

وقد تم إعداد الوثيقة في الأيام الأخيرة من قبل فريق الاستعداد والاستجابة للطوارئ في

Public Health England PHE، ووافقت عليه الدكتور سوزان هوبكنز Susan Hopkins، المسؤولة الرئيسية في PHE التي تتعامل مع تفشي هذه العدوى. وقد تم مشاركتها مع رؤساء المستشفيات وكبار الأطباء في NHS في بريطانيا.

وقال بول هانتر Paul Hunter، أستاذ الطب في جامعة إيست أنغليا East Anglia: "عندما يسمع الجمهور أن هذا الفيروس يمكن أن يستمر لمدة 12 شهرًا، سيشعر الناس بالضيق حقًا بشأن ذلك ويقلقون جدًا بشأن ذلك"، وأضاف:"إن فترة عام ممكنة ومعقولة تمامًا، فهذا الرقم قد لا يتم تقديره أو فهمه بشكل جيد"، أضاف هنتر، وهو خبير في علم الأوبئة.

وتابع:"أعتقد أن العدوى ستنخفض خلال الصيف، من المرجح في نهاية حزيران/يونيو، وقد تعود في تشرين الثاني/نوفمبر، بالطريقة التي تنخفض بها الأنفلونزا الموسمية المعتادة، إنما أعتقد أن هذه العدوى ستبقى إلى الأبد، لكنها ستصبح أقل حدة بمرور الوقت، مع تزايد الحصانة والمناعة للفيروس".

يبدو أن الاعتراف بأن الفيروس سيستمر في التسبب في مشاكل لمدة عام آخر يقوض الآمال في أن وصول الطقس الأكثر دفئًا هذا الصيف سيقتله.

كما تكشف الوثيقة أن ما يقدر بـ 500 ألف من أصل 5 ملايين شخص وهم يعتبرون أشخاص حيويين كونهم يعملون "في الخدمات الأساسية والبنية التحتية الحيوية"، وقد يصابون بالمرض في أي وقت خلال ذروة انتشار الوباء، يشمل الـ 5 ملايين شخص المذكورين، مليون موظف من الخدمات الصحية الوطنية، و 1.5 مليون في الرعاية الاجتماعية.

ومع ذلك، تثير الوثيقة تساؤلات حول الكيفية التي ستستمر بها بريطانيا في العمل بشكل طبيعي، محذرةً من أنه: "يُقدر أن 10 بالمئة على الأقل من الأشخاص في المملكة المتحدة سيعانون من السعال في وقت واحد خلال أشهر، في ذروة نشاط فيروس Covid-19 ، كما كشف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون النقاب عن نصيحة صحية تم التأكد منها من قبل الخبراء الخميس الماضي، تفيد أنه ينبغي على أي شخص يعاني من السعال أن يعزل نفسه لمدة سبعة أيام على الأقل.

وكشف أحد كبار موظفي NHS المشاركين في التحضير لـ "الطفرة" المتزايدة في عدد المرضى الذين تتعرض حياتهم للخطر من قبل Covid-19، أن معدل الإصابة بنسبة 80 بالمئة يمكن أن تؤدي إلى وفاة أكثر من نصف مليون شخص.

وإذا تبين أن معدل الوفيات هو 1 بالمئة الذي يستخدمه العديد من الخبراء كافتراض، فهذا يعني 531،100 حالة وفاة، ولكن إذا ثبت أن إصرار ويتي على أن المعدل سيكون أقرب إلى 0.6 بالمئة، فإن ذلك سيشمل 318660 شخصًا قد يكونوا حصيلة هذه العدوى في عدد الوفيات.

يقول الخبراء الذين ينصحون الحكومات في كافة أنحاء العالم بشأن طريقة نمو الأوبئة والتي تؤول إلى الإنخفاض في نهاية المطاف، أنه سيكون هناك ارتفاع سريع في الحالات إلى الذروة - ثم الهبوط. يقول ويتي، الذي شاهد النمذجة التي قام بها علماء المملكة المتحدة والعالم، أن أرقام الحالات سترتفع بسرعة خلال الأسابيع العشرة إلى الأربعة عشر القادمة.

سيعني ذلك ذروة عند حوالي نهاية نيسان/مايو إلى منتصف حزيران/يونيو، عندها ستكون NHS تحت ضغط كبير، وتتمثل استراتيجية جميع البلدان، في تأخير تلك الذروة وتمديدها على مدى فترة زمنية أطول، حتى تكون الخدمات الصحية أكثر قدرة على التأقلم. وهناك أيضًا إمكانية توفر علاجات جديدة بحلول ذلك الوقت.

بعد الذروة، من المتوقع أن تنخفض أعداد الحالات والوفيات لمدة 10 أسابيع أو أكثر، حتى تصل إلى مستوى منخفض إلى حد ما، والذي قد لا يكون صفرًا، في أشهر الصيف على وجه الخصوص، ومن المتوقع أن تنخفض أعداد الحالات المصابة، لأن الناس يقضون المزيد من الوقت خارج البيوت، ويقل احتمال حبسهم في أماكن قريبة في غرف صغيرة في المنزل أو المكتب مع الأشخاص المصابين.

وخلصت "الغارديان" إلى أنه لا يزال هناك قلق من أن الفيروس يمكن أن يعاود الظهور في أشهر الخريف أو الشتاء، ما يعني أن التخطيط على المدى الطويل سيكون ضروريًا، حتى يتم تطوير لقاح، وربما في غضون 18 شهرًا، إنما لا يمكن لمخططي الصحة التأكد من قدرتهم على حماية الناس من المرض خلال هذه الفترة.

بتصرف عن: "الغارديان"







مقالات ذات صلة