أبي سعيد يحسم الجدل... الخبر عن خفاش بطول 4 أمتار في بيصور عار من الصحة!
سوزان أبو سعيد ضو
بعيدا عن أخبار فيروس "كورونا" Corona المستجد أو ما اتفق على تسميته بـ COVID_19، بدأ تناقل الأخبار الكاذبة كالنار في الهشيم، فالناس في الحجر المنزلي، لم يجدوا سلوى لهم، سوى تناقل الأخبار حول "كورونا"، والتي يشوبها الكثير من الأخبار غير الصحيحة، وحول مخلوقات خيالية تجوب الشوارع والأجواء، ومنها عن خفاش بطول أجنحة يصل إلى أربعة أمتار، ووفقا للتسجيل الصوتي المرافق للصورة، أن أحد الأشخاص ووفقا للتسجيل من بلدة بيصور قضاء عاليه، قد قام بإطلاق النار عليه، وبدورنا في "إليسار نيوز" تواصلنا مع الأستاذ في الجامعة اللبنانية، كلية العلوم، والمختص بالحيوانات الثديية البروفسور منير أبي سعيد الذي أكد لنا أن هذا الخبر مزيف وعار عن الصحة.
وأوضح أبي سعيد أن "هناك 21 نوعا من الخفافيش مكتشفة في لبنان حتى الآن، إلا أن هذا الخفاش من نوع "الخفاش ذو رأس المطرقة" Hammer-headed bat أو "الخفاش ذو الشفة الكبيرة" big-lipped bat غير موجود في لبنان واسمه العلمي Hypsignathus monstrosus، لا يتواجد إلا في أفريقيا الإستوائية، وفي ارتفاعات دون 1800 مترا، وهو خفاش كبير للغاية، إذ يصل مدى اجنحته حتى متر (97 سم تحديدا)، ويقتات على الفواكه، ولا يتواجد في لبنان".
ولفت أبي سعيد إلى أن الخفافيش في لبنان، هي ثروة وطنية وجزء من المنظومة البيئية السليمة يجب المحافظة عليها وعدم التعرض لها، والدلالة على أهمية هذه الحيوان، إذ أن بعض أنواعها تقتات على الحشرات، بل تقتات على أعداد كبيرة منها، ما يساهم بتوفير كميات المبيدات الحشرية المستعملة، والحد من سمومها الملوثة للبيئة، وأنه حتى الأنواع التي تقتات على الفواكه ويشتكي منه المزارعون، فإنها بالمقارنة مع الطيور مثلا التي تأكل الفواكه أيضا وعلى الشجرة ذاتها، بينما الخفاش يقطفها ويأكلها في أماكن بعيدة عن الشجرة الأم، وبذلك يساهم في توزيع البذور، وقد يصل إلى ثلاثين كيلومترا في الطبيعة، ولذا نجد أشجارا مثمرة بالغابات أو في مناطق بعيدة، وبالتالي يساهم في التحريج.
ودعا أبي سعيد المواطنين إلى "التخلي عن نشر الأخبار المغلوطة والزائفة والتحقق من صحتها، والإبتعاد عن كافة الحيوانات البرية، وعدم التعرض لها لا سلبا ولا إيجابا، حرصا على سلامتهم من جهة، ومن جهة ثانية، عدم تعويدها بتوفير الغذاء لها، وبذلك تعتاد على الحصول عليه بسهولة ما يساهم بنفوقها لعدم قدرتها على التنافس بالبحث عن غذائها بنفسها".