الشائعات "تصطاد" وطواط الفاكهة... بريء من كورونا!
فاديا جمعة
مع تفشي وباء كورونا COVID-19 وازدياد المخاطر مع توسعه وانتشاره، تكثر تأويلات المواطنين، ومنها ما هو غير منفصل عن الموروث الاجتماعي، خصوصا في مـا يتعلق بالوطواط (الخفاش)، فقد أثارت مشاهدة وطواط كبير الحجم فضول المواطنين، وثمة من أكد أنه يراه للمرة الأولى، فيما هذا النوع من الوطاويط موجود في لبنان ويعرف باسم وطواط الفاكهة.
بات مان
أمس وصلتنا صور مع تسجيلات صوتية لوطواط الفاكهة اصطاده أحد المواطنين في قرية من قرى جبل لبنان، ورأى أحدهم أن الوطواط قدم من خارج لبنان، وهو الذي جلب فيروس كورونا! لتنسج مرة جديدة قصة وحكاية عن الوطواط الكائن المرعب ومصاص الدماء، خصوصا وأن الصور المتخيلة عن هذا الحيوان الثديي الذي يمثل استثناء بين سائر اللبونات بكونه يطير صنعت منه كائنا خارقا على غرار شخصية "بات مان".
أما بشأن نقل الوطواط للفيروسات والأمراض فهذا أمر لا أحد ينفيه، لكن كل الكائنات في البرية تكون في أوقات معينة ناقلة للمرض، وما أشيع عن نقل الوطواط لفيروس كورونا لا يمت إلى الحقيقة بصلة، ذلك أن وطواط الفاكهة "بريء" من هذه "التهمة"، كونه يعيش في المغاور والمناطق النائية، ولا يدنو من التجمعات السكنية، وهذا ما يفسر عدم مشاهدته إلا نادرا.
فوائده
وبحسب عضو الهيئة الاستشارية لجمعية الوطاويط الاوروبية EUROBATS والأستاذ المحاضر في الجامعة اللبنانية البروفسور منير أبي سعيد في حديث سابق لموقعنا "إليسار نيوز" elissarnews.org، فإن "وطواط الفاكهة ينقل البذور الناضجة من ثمار ويساهم في عملية انباتها"، وقال:" في العالم هناك أكثر من 1200 نوع، وفي لبنان اكتشفنا حتى الآن 20 نوعا تأكل كل الحشرات باستثناء نوع واحد هو الخفاش الذي يأكل الفاكهة والموجود في هذه المغارة".
وشدد على ضرورة "توعية المواطنين على اهمية الوطواط"، قائلا إن "هناك نوعا يقتله المواطنون خلال التدرب على الصيد خلال فترة الغروب، وهم لا يعرفون ان هذا الوطواط يلتهم 600 حشرة في الساعة الواحدة، واهمية وجوده تكمن في الحد من استخدام المبيدات"، لافتاً إلى "الوطاويط آكلة الفواكه هي ضرورية لتلقيح الازهار ونثر بذور العديد من النباتات والاشجار مثل النخيل والتين وغيرهما"، وشدد أبو سعيد على "الاسراع في اتخاذ خطوات تحمي المغاور والكهوف كي لا نكون امام كارثة جديدة".
عيتاني
وبحسب رئيس" جمعية حماية الطيور في لبنان" ورئيس لجنة التوعية والتوجيه في "مركز الشرق الاوسط للصيد المستدام"، الناشط فؤاد عيتاني، يعرف هذا الخفاش باسم "خفاش الفاكهة المصري، أو الثعلب الطيار المصري أو روزيتا المصرية Rousettus aegyptiacus))، وهو نوع من خفافيش فاكهة العالم القديم من فصيلة الخفافيش الكبيرة (خفافيش الفاكهة) من رتبة الخفاشيات".
وأضاف: "يعيش في بعض أنحاء قارة أفريقيا وسواحل البحر الأبيض المتوسط باستثناء الصحراء الكبرى، ويصل طول جسم خفاش الفاكهة المصري إلى 15 سم وطول جناحيه إلى 60 سم كمعدل وسطي، ويزن نحو 160 غراما على وجه التقريب، وتكون ذكور خفافيش الفاكهة المصرية أضخم حجما من إناثها"، لافتا إلى أن "ما يميز كبر حجم الذكور وجود أكياس الصفن لديها".
وأردف عيتاني: "يتسم خفاش الفاكهة المصري بلون بني فاتح للجسم ولون بني داكن للجناحين، كما يتميز بآذان كبيرة مدببة وخطم شبيه بخطم الكلب أو الثعلب، وهو السبب في إطلاق تسمية الثعلب الطيار عليه في اللغة الإنكليزية، ويتميز خفاش الفاكهة المصري بوبر ناعم الملمس بالإضافة إلى جناحين شفّانيين أو شبه شفافيين".
ولفت عيتاني إلى أنه تم تداول صور عدة خلال اليومين الماضيين من بينها صورا لنوع من الخفاش يتواجد حصرا في أفريقيا و تصل فتحة الجناح الى ٩٦ سنتم هذا مع اعتماد التصوير من الزوايا معينة تعطي الخفاش او الوطواط حجما اكبر .