دراسة علمية مثيرة للجدل عن منشأ "كورونا"

مشاركة


صحة وجمال

 

إليسار نيوز قسم الترجمة:

لا يزال مصدر فيروس "كورونا" Corona المستجد أو COVID_19 يستقطب المزيد من الدراسات، توازيا مع دراسات حول طرق العلاج والبحث عن اللقاحات وغيرها، ومع انتشار هذا الفيروس غير المسبوق في كل بقاع الأرض، وازدياد أعداد الإصابات والوفيات فضلا عن التأثير على الإقتصاد بسبب الإغلاق الكامل في معظم الدول، فإن معرفة مصدر هذا الفيروس، قد تشكل حلقة هامة في مجال البحث عن علاجات ولقاحات والحد منه.

وهذه النتائج المطمئنة إلى حد كبير، هي نتيجة التحليلات الجينومية التي أجراها فريق بحث دولي، ومن قبل فريق من خمسة علماء من جامعات كولومبيا (الولايات المتحدة)، وإدنبره (إيرلندا) وسيدني (أستراليا) ومعهد سكريبس للأبحاث Scripps Research Institute في كاليفورنيا، وبدعم جزئي من NIH "معاهد الصحة الوطنية" National Institutes of Health  في الولايات المتحدة الأميركية ونشرت نتائجها في مجلة Nature Medicine، وباستخدام أدوات معلوماتية حيوية معقدة لمقارنة البيانات الجينومية المتاحة للجمهور من العديد من الفيروسات التاجية، بما في ذلك الفيروس الجديد الذي يسبب COVID-19

وأشار الباحثون في مقدمة الدراسة أن COVID-19 أو SARS-CoV-2 هو النوع السابع من الفيروسات التاجية التي تصيب البشر وهي: SARS-CoV، MERS-CoV (وهذين النوعين بالإضافة إلى SARS-CoV-2 تتسبب بأعراض وعدوى خطرة لدى البشر)، بينما الأنواع الأربعة التالية تتسبب بأعراض بسيطة وهي HKU1،  NL63، OC43 and 229E.

كما لفتوا إلى أنهم على الرغم من أنهم لا يملكون كافة الإجابات حتى الآن، بما في ذلك ما إذا كان الفيروس قادما من مصدر حيواني، من جهة ثانية، فإن الدراسة تقدم بعض النظريات المثيرة للاهتمام فيما يتعلق بأصل فيروس كورونا الجديد، إلا أن هذا التحليل الجديد يثبت وبصورة نهائية أن نظرية المؤامرة التي تزعم أنه مرض من صنع إنساني وفي المختبر عارية عن الصحة!

وإحدى الإحتمالات، أن الفيروس ربما انتشر بشكل غير ضار بين البشر لفترة طويلة، قبل أن يصبح وباء تمكن من شل العصب الإقتصادي في كافة أنحاء العالم، وأثار حالة من الذعر بين السلطات الحاكمة والشعوب على حد سواء.

ومن الإحتمالات أن سلف SARS-CoV-2  قد تمكن من "القفز" إلى البشر، واكتسب بعدها خواص جينومية جديدة، وذلك بعد تطوره وتكيفه أثناء انتقاله من إنسان إلى إنسان دون اكتشافه، وربما مكنته هذه الخواص الجينية المعدلة من القدرة على الإنتشار، وبهذه الصورة السريعة.

وبناء على تحليل البيانات الجينومية والهيكل الكلي للفيروس Backbone، التي تم التوصل إليها حول الفيروسات التاجية ومنها SARS-CoV-2  لفت الباحثون ما يدل على  أن الفيروس لا يمكن أن يكون قد صنع في المختبر ولا بد من إحداثها بالاختيار الطبيعي هو وجود 6 مستقبلات  (RBD)  receptor-binding domain  الخاصة ببروتينات الفيروس  SARS-CoV-2، وهو مستقبل ACE2 حيث تبين أنه لديها فعالية عالية في للارتباط بغشاء الخلايا البشرية، وهذه الخاصية تؤكد تطور الفيروس الطبيعي.

وقال أحد الباحثين، وهو الأخصائي في مجال المناعة كريستيان أندرسن من Scripps Research" بعد المقارنة في المعلومات المتوفرة لتسلسل الجينوم لسلالات فيروس كورونا المعروفة، فيمكننا التحديد وبحزم أن SARS-CoV-2 نشأ من خلال التطور في العمليات الطبيعية، وهناك سمتان للفيروس: الطفرات Mutations في الجزء RBD من بروتين spike، يستبعدان المعالجة المختبرية كأصل محتمل لــ  SARS-CoV-2

كما اكتشف الفريق نظريتين محتملتين لسبب انتشار COVID-19، إحداها، أن عملية التطور والانتقاء الطبيعي حدث في مضيف حيواني قبل أن ينتقل الفيروس إلى البشر،  ويوضح الفريق العلمي أنه على الرغم من أن عينات فيروسات كورونا في الخفافيش والبنغولين أظهرت جينومات تتشابه إلى حد كبير مع هذا الفيروس، لدرجة تشبه بدرجة كافية أن تكون بمثابة السلف المباشر لـ SARS-CoV-2،إلا أن أيا منها لم يتطابق ويتناسب تماما بعد.

أما السيناريو أو النظرية الثانية فتفترض أن عملية الإنتقاء الطبيعي حدثت بعد انتقال الفيروس من مضيف حيواني إلى البشر.

وفي هذا المجال شرح مدير المعاهد الوطنية للصحة  NIH، فرانسيس كولينز في مدونة خاصة بهذه المعاهد، حول السيناريو الثاني:"يبدو أن فيروس كورونا الجديد انتقل من الحيوانات إلى البشر، قبل أن يصبح قادرا على التسبب في أمراض بشرية وبعد ذلك، نتيجة للتغيرات التطورية التدريجية على مدى سنوات عدة أو ربما عقود، فقد اكتسب الفيروس في نهاية المطاف القدرة على الانتشار من إنسان إلى آخر فضلا عن التسبب في أمراض خطيرة تهدد الحياة في كثير من الأحيان".

ولا زالت البحوث جارية لمعرفة أي من الفرضيتين صحيحتين حول منشأ الفيروس، وأشار الباحثون إلى أن المزيد من الأدلة قد تغلب إحداها لصالح الأخرى، ولكن من المفترض إجراء المزيد من البحوث للتوصل إلى دلائل دامغة.

وقد وصل عدد الحالات المسجلة حول العالم بفيروس "كورونا" إلى 735,210 و34,808 وفقا لـ worldometers، علما أن هذه الأرقام حتى الساعة 2:22 من بعد ظهر 30/3/2020.

 







مقالات ذات صلة