"سد باسيل" في مرج بسري... وملء الجيوب لا ملء المياه

مشاركة


لبنان اليوم

"إليسار نيوز" Elissar News

كأن لا أزمات وكوارث من الاقتصاد والمال إلى الإدارة، إلى الصحة وجائحة كورونا حتى تولي السلطة اهتماما بمشاريع السدود السطحية بكلفتها المالية العالية وعد جدواها في بلد ثورته المائية مختزنة في باطن الأرض.

وجاء أمس قرار إعادة إحياء صفقة "سد بسري" وإعلان حكومة دياب تبنيها لمشروع "السد" بمثابة الفضيحة المدوية، لا سيما وأنّ إقرار متابعة السير بتنفيذ هذا المشروع الذي يطلق عليه معارضوه اسم "سدّ باسيل" أتى ليتحدى كل الاعتراضات الوطنية والمحاذير البيئية للمشروع.

وبحسب صحيفة "نداء الوطن" في عددها الصادر اليوم تحت عنوان: "سدّ باسيل"... هدر 600 مليون دولار "بشحطة قلم"!، فإن "هذا القرار أظهر على شريط الردود الأولية كونه "مشروع مشكل" جديد سواءً داخل صفوف الفريق الحكومي في ضوء "النقزة" التي تسربت من أجواء "عين التينة" حيال مسألة حصر الصلاحية والمرجعية في إدارة مشروع السد بوزارة الطاقة مع ما يختزنه ذلك من فرض سطوة رئيس "التيار الوطني الحر" على المشروع بتفويض من مجلس الوزراء، أو في صفوف القوى الخارجة عن الصف الحكومي لا سيما في ظل مسارعة "الحزب التقدمي الإشتراكي" إلى إعلان تصديه "بكل الوسائل لهذا المشروع ولمتعهده التدميري ومن خلفه ومعه"، متطلعاً إلى عقد "شراكة مع كل قوى المجتمع المدني والحملة الخاصة بالدفاع عن وادي بسري لوقف هذا المشروع المدمّر".

وندد المجتمع المدني أمس "باستغلال الحكومة الأزمة الصحية للاستمرار بصفقة سد بسري التي تكلف الخزينة العامة مبلغ 625 مليون دولار في عزّ زمن الإفلاس، واستغرب القيمون على الحملة كيف أنّ السلطة الحاكمة، وفي وقت تمر البلاد بأسوأ أزمة اقتصادية ونقدية تشهد إفلاساً علنياً للدولة وعجزاً تمويلياً في كل شيء، تبادر بهذا الشكل المنفصم عن الواقع إلى إقرار مبلغ بهذا الحجم وهدره "بشحطة قلم" في زمن الجوع وانتشار المرض، لا لشيء سوى لإرضاء جهات سياسية وأصحاب مصالح ومنتفعين، بحسب المصدر عينه.

تجدر الإشارة إلى أن الدراسات العلمية أثبتت أن المشروع هو مجرد تدمير للأراضي الزراعية وهدر لمئات ملايين الدولارات من أموال الشعب الذي صادروا ودائعه في المصارف، وفي نهاية المطاف سيلقى السد مصير الفشل نفسه الذي لاقاه سد بريصا في الضنية، وسد شبروح الذي ترشح مياهه بمعدل 200 ليتر كل ثانية، هذا فضلاً عن تشكيله تهديداً حقيقياً للبيئة وللمناطق المجاورة".

وبحسب توصيف مصادر معارضة لصحيفة "نداء الوطن" فإن الغاية من السد ليس ملء المياه بل "ملء الجيوب"!







مقالات ذات صلة