فاديا جمعة

بعض الفيرسات لا تنتهي، ولا تنعدم نهائيا في مسار الحياة الطبيعية وصراع الإنسان الأزلي مع سائر الجائحات التي أزهقت أرواح ملايين البشر، فلا جرثومة السل انتهت ولا فيروس الإيدز ولا الهربس والإيبولا والزيكا وغيرها، لكن العلماء طوروا أدوية ولقاحات، وتمكنت البشرية من التعايش معها، فضلا عن أن جسم الإنسان يمتلك منظومات دفاعية تتطور بدورها لمواجهة "الأعداء الخارجيين".

وما ذكره في هذا السياق عالم الفيروسات virologist فيتالي زفيريف Vitaly Zverev من الأكاديمية الروسية للعلوم Russian Academy of Sciences، في برنامج "60 دقيقة" على قناة "روسيا -1" Russia-1، من أن إلى فيروس كورونا المستجد COVID-19 "سيبقى مع البشرية إلى الأبد"، لا يجب أن يثير الهلع، فكورونا مثله مثل سائر الفيروسات، وهو اليوم خارج السيطرة لأنه عبارة عن فيروس طور نفسه في حدود لم ندرك تفاصيل كثيرة حيالها، وهذا الأمر يتطلب بعض الوقت للسيطرة عليه، ولاحقا التعايش معه كأي عارض مرضي يمكن مواجهته بدواء ولقاح.

إذا علمنا أن الانفلونزا العادية تقتل الملايين حول العالم فذلك يعني أن الخوف المبرر اليوم من كورونا سيتلاشى بعد سنة أو أكثر، ليصبح مرضا عابرا له تداعيات وأخطار، ولكن في حدود يمكن التعامل معه بأبسط الطرق مع تطوير العلاجات واللقاحات.

وبحسب العالم زفيريف "علينا أن نفهم أن هذا الفيروس لم يأت إلى البشر اليوم، ليس حتى الصيف، ولا حتى الخريف. لقد جاء لسنوات عديدة، وربما حتى إلى الأبد. سبعون في المائة (من سكان الأرض) سيصابون بهذه العدوى"، مؤكدا أن المزيد من الأشخاص يمكن أن يصابوا بالفيروس التاجي"، وفق ما أشارت وكالة سبوتنيك الروسية.

ويقول زفيريف أيضا أن "معدل الوفيات ليس خمسة بالمئة وهو أقل من الانفلونزا"، ويلفت إلى أن "هذه العدوى سنعيش معها، كما نعيش مع الانفلونزا".