كورونا "متحالف" مع السلطة... حكما وحكومة!
أنور عقل ضو
بضع طائرات وصلت من الخارج تقل لبنانيين قدموا من بلاد تواجه تبعات فيروس كورونا المستجد COVID-19، وحطت في مطار رفيق الحريري الدولي، وتمت ملاقاتهم وفقا لمقتضيات السلامة العامة، وأخضعوا لفحوصات، هذا هو "الحدث" اليوم، ولذلك لا نعلم لماذا كل هذه "الطنطنة" وتصوير الأمر على أنه إنجاز يصنف في خانة "تاريخي"!
رئيس الحكومة مع الوزراء المعنيين وغيرهم من المسؤولين قاموا بما هو مطلوب منهم لا أكثر ولا أقل، وهذا واجبهم، فيما المواطن والمكلف اللبناني يدفع رواتبهم، أي أنهم لا يعملون كرمى لوجه الله، وإن تبرع بعضهم مشكورا عن راتبه ومخصصاته لشهر آذار (مارس) الماضي.
متى نتعلم أن المسؤولين في بلدنا موظفون مهمتهم حماية الناس؟ ومتى نُسقطُ عنهم تلك الـ "هالة" المصطنعة والتي نقوم بتضخيمها في دولنا "العالمثالثية"، فيما لا نراها في بلدان العالم المتقدمة؟ ولماذا كل هذا الاستعراض بكمامات وبدونها؟
في زمن المحل، غالبا ما يبحث المسؤول عن إنجازات وهمية ويقوم بتضخيمها تعويضا عن فشل، وهنا، جاء فيروس كورونا ليتضامن مع الحكم والحكومة بعد أن أخفقا في معالجة فضائح وكوارث مالية واقتصادية، فيما الشعب اللبناني يُذل على أبواب المصارف قبل كورونا وبعده، وفيما الفقر يستبد وبدأ يعض اللبنانيين بنابيه.
فعلا كورونا متحالف مع السلطة، حكما وحكومة!