مواطن هدد بإحراق نفسه طلبا لرغيف... إلى جهنم سلطة فاسدة وبئس المصير!
أنور عقل ضو
لن يشفع "كورونا" لسلطة متجذرة في تربة الفساد لتبيعنا اليوم "إنجازات" وأوهاما وبينهما ادعاء بطولات، أو بمعنى آخر لن يحجب "فيروس كورونا المستجد" ما ليس مستجدا من فضائح وكوارث، من الحكومة إلى الحكومة، من وزارة إلى وزارة، ومن مجلس نيابي لآخر، من ثلاثين سنة إلى الآن، الكل سواسية، من مختلف الاتجاهات والانتماءات والطوائف والمذاهب والعشائر والقبائل، يتناتشون لحمنا قبل "كورونا" وبعده، ويمتصون دماءنا وما بقي منها بعد أن ثملوا من جراحنا الراعفة ولا زالوا في غيِّ وظلم، لا يسشعرون خجلا، ولا يساورهم حياء إزاء آلام الناس وسيل معاناتهم من المصرف إلى أدنى مؤسسة رسمية وصولا إلى المقامات الفارهة على فراغ مقيم.
أن يُقدِمَ مواطنون على الموت احتراقا، وأيضا قبل كورونا بكثير، فذلك يعني أن سلطة الفساد يجب أن تسقط وستسقط، في تونس الياسمين أسقط "البوعزيزي" نظاما، وفي لبنان عشرات المحروقين ولا رف جفن مسؤول، واليوم اثنان كادت تلتهمهما نيران العوز والفاقة لولا تدخل رجال الامن ومواطنين، وقبلها أيضا، وثمة من ينتظرون ليشعلوا الأجسام توكيدا على خيبات تتوالد من رحم سلطة التحاصص والزبائنية والأزلام وحاملي الحقائب وماسحي الجوخ لدى سلاطين الغفلة، وما أكثرهم!
اليوم، قبل قليل هدد المواطن (م.ع. ف) بإحراق نفسه طلبا لرغيف، واحتجاجا على تردي أوضاعه المعيشية، فاعتلى سطح سيارته أمام مبنى القصر البلدي في صيدا وصب على نفسه غالون بنزين واخرج من جيبه ولاعة، مهددا احراق نفسه.
وحضرت الى المكان عناصر الدفاع المدني وشرطة البلدية والقوى الامنية، وحاول رفاقه ثنيه وانتهى الامر بإنزاله عن السيارة وتهدئته، على ان يتم التواصل مع المعنيين لمساعدته في ظل هذه الظروف.
الصورة أعلاه تعريكم، إلى جهنم سلطة فاسدة وبئس المصير!