هل تصبح سجون أميركا مركزا لعدوى الفيروس التاجي بعد اكتشاف 350 حالة في أحدها!
رصد وترجمة: سوزان أبو سعيد ضو
ابتدأ الأمر في 23 آذار/مارس 2020 بعد اختبار إيجابي بإصابة نزيلين في سجن "مقاطعة كوك" Cook County jail بالفيروس التاجي "كورونا" Coronavirus المستجد الذي يتسبب بعدوى COVID-19، وقد تم وضع النزيلين في أحد أكبر السجون في البلاد، في زنازين انفرادية، وفي ما يزيد قليلاً عن أسبوعين، انتشر الفيروس خلف القضبان، مما أدى إلى إصابة أكثر من 350 شخصًا.
ووفقا للبيانات التي جمعتها "نيويورك تايمز"، فإن سجن "مقاطعة كوك" هو الآن أكبر تجمع ومصدر معروف للعدوى بالفيروس التاجي في البلاد، مع وجود حالات مؤكدة أكثر من الولايات المتحدة. ومنها حاملة طائرات ثيودور روزفلت، دار رعاية في كيركلاند في واشنطن، أو المجموعة التي توجد حول مدينة نيو روشيل، في نيويورك.
وقال مكتب عمدة مقاطعة كوك توماس دارت Thomas J. Dart، الذي يدير السجن، يوم الأربعاء إن 238 سجينا و 115 موظفا ثبتت إصابتهم بالفيروس. لكن هذه الأرقام على الأرجح تقلل من أهمية المشكلة الفعلية، كما أقر السجن، لأن الغالبية العظمى من نزلاء السجن البالغ عددهم 4500 لم يتم اختبارهم.
وقد أقام دارت منطقة للحجر الصحي للنزلاء الذين ثبتت إصابتهم، ومنطقة أخرى لمراقبة أولئك الذين تظهر عليهم الأعراض. وقد تم إدخال الحالات الأكثر خطورة - حوالي 17 يوم الأربعاء - إلى المستشفيات، وقد توفي أحد نزلاء السجن بسبب ما يعتقد المسؤولون أنه مضاعفات للفيروس التاجي، على الرغم من أن مكتب الطاقم الطبي لم يحدد سببًا رسميًا للوفاة بعد، ويبدو أن تفشي المرض في السجن، جنوب غرب وسط مدينة شيكاغو، يؤكد مخاوف العديد من مسؤولي الصحة، الذين حذروا من أن السجون الأميركية المكتظة وغير الصحية من المحتمل أن تكون مصدرًا مهمًا لانتشار الفيروس، وقد حددت صحيفة نيويورك تايمز ما لا يقل عن 1324 حالة فيروس كورونا مؤكدة مرتبطة بالسجون والسجون الأميركية، بما في ذلك 32 حالة وفاة على الأقل.
ومن المرجح أن هذه الأرقام أقل بكثير، لأن بعض الوكالات الحكومية والمحلية لم تنشر معلومات، والبعض الآخر، بما في ذلك مكتب السجون الفيدرالي، الذي كان لديه 337 حالة إيجابية وثماني وفيات، لا يختبر كل من يصاب بالمرض.
وقد حددت "نيويورك تايمز" ما لا يقل عن 41 مجموعة من حالتين أو أكثر من حالات الإصابة بالفيروس التاجي تتمحور حول السجون أو داخلها.
ووفقا لقاعدة بيانات "نيويورك تايمز" توفي أكثر من 16000 شخص مصاب بالفيروس التاجي في الولايات المتحدة، علما أن عدد الوفيات في البلاد، الذي يتجاوز الآن عدد الأشخاص المعروف أنهم توفيوا بسبب الفيروس في الصين، يرتفع الآن بمعدل أكثر من 1000 شخص كل يوم.
وكتبت الصحيفة: "على الرغم من أن العديد من حالات الإصابة بالفيروس التاجي الأولى في الولايات المتحدة كانت مرتبطة بالسفر إلى الخارج، إلا أن مواقع التفشي المحلية أصبحت شائعة بشكل متزايد".
ومع حالات الإكتظاظ التي تشهدها السجون في كافة البلدان ومنها لبنان، فلا بد من اجراءات وقائية احترازية وقبل أن تصل عدوى الفيروس التاجي إلى خلف القضبان وقد تؤدي إلى تفشي العدوى بصورة غير مسبوقة.
عن نيويورك تايمز بتصرف