جنبلاط والطارئين على السياسة... من بطمة إلى ميرنا شالوحي!
سلام ناصر
من تطاول على وليد جنبلاط صار مجرد ذكرى في كتاب تاريخ غير مقروء، أو قل لفظه التاريخ إياه وصار حبيس العتم، جثة تمشي، تصرح من خيبة لخيبة ولا من يسمع، أو صار نسيا منسيا لا يُذكر اسمه لولا معاش التقاعد في سجلات وزارة المال، هي حركة التاريخ في سيرورتها المرئية والماثلة بعد في ذاكرة المواقف والمعارك والمواجهات، في محطات فاصلة حددت وجها آخر للبنان منذ إسقاط اتفاق السابع عشر من أيار "ثمرة" احتياح إسرائيل للبنان فتغيرت معادلات الداخل لصالح تكريس عروبة لبنان.
في تلك المرحلة، كان جنبلاط رأس حربة في مشروع مواجهة إلحاق لبنان في فضاء إسرائيل، إلى جانب حركة "أمل" والقوى والأحزاب الوطنية، فسقط مشروع الهيمنة الأميركية، وتحقق لاحقا تحرير لبنان من رجس الاحتلال في العام 2000 مع دور استثنائي لحزب الله، خصوصا وأن مقاومة إسرائيل فعل تراكمي منذ الحرس الشعبي الذي أطلقه أمين عام الحزب الشيوعي اللبناني الشهيد جورج حاوي في النصف الثاني من ستينيات القرن الماضي.
وربما ثمة من هم ذاكرتهم ضعيفة، لا يتذكرون المدمرة "نيوجرسي" يوم قصفت الجبل تأديبا لزعيم المختارة، فبقيت المختارة وغادرت "نيوجرسي" بحرنا ومعها أساطيل القوى المتعددة الجنسية.
مشكلة جنبلاط أنه غدا أكبر من قيادات مستجدة محكومة بوهم أرقام ملتبسة وحضور واهٍ، ومشكلته الأكبر اليوم، وفي راهنية الأحداث المتواترة تظل متمثلة اليوم مع فريق سياسي مبتدىء يمارس السياسية بموروث الحرب الأهلية، ضغائن وأحقاد تريد تقويض مصالحة الجبل التاريخية لصالح مشاريع "زعاماتية" ضيعوية، من الشوف إلى عاليه وبعبدا، ومشكلته أنه "يتواضع" لصالح ترسيخ قيم التواصل بعيدا من خطاب غرائزي من بطمة الشوف إلى ميرنا شالوحي وما بينهما من غرائز متفلتة في أكثر من ضيعة ودسكرة وحي!