الطبيعة تسترد ديونها من البشرية!
"إليسار نيوز": بريد القراء
شوقي أسعد بو سعيد
عندما تنتهي هذه المحنة الشاملة للكرة الارضية، لن تعود الحياة الى ما كانت عليه، لانها لم تكن طبيعية بل كانت استمرار لأوقات شاذة.
شاذةً من حيث علاقتنا بكل أمور الحياة...
شاذة بعلاقتنا مع كل من وما حولنا، بدءاً من الطبيعة التي دمرنا جزءًا كبيراً منها، ان كان من خلال الجشع وانتهاكها بكافة الطرق والتجارب بتربتها ومخلوقاتها والإبادات الجماعية بحق الحيوانات والنبات وكل مخلوق حي...
بكفرنا بقوانينها وفصولها ودورة الحياة فيها...
اذ لم يكن تواصلنا معها الا لمصلحتنا وإشباعا لغرائزنا... واستهلاك المزيد... وكنز كل ما نستطيع وأكثر...
بعلاقاتنا مع الأصدقاء والعائلة والمعارف في الحياة العملية او الإجتماعية...
وأخذتنا الأمور واستمرت وصولا الى فقدان التوازن فيها... وبدأنا أخيرا بجني ما بذرناه وما زال في انتظارنا الكثير، فقد خسرنا الوقت، بأننا لم نستثمر انسانيتنا مع الطبيعة، وها هي تسترد جزءا من الدين المتراكم علينا... لتذكرنا بعلاقتنا بالله حصراً وفي أوقات الشدة هذه عندما انكرناها في أوقات الرخاء بالخضوع لمزاجنا والتنحي عن واجبنا تجاه خالقنا
تخيلنا بأن كل شيء بأمرنا... وها قد صحونا على حقيقتنا الفارغة ونحن نجري وراء شهواتنا في حب الذات، وطلب الغنائم، ونسفنا لركائز القيم الانسانية المتعلقة بالعائلة والاصدقاء والخاضعة لميزان الحقيقة، والتي ان لم نترجمها ونجسدها في واقعنا، لن ينجو احد...
فرب ضارة نافعة، وربما كان هذا اختبارا كي نراجع حساباتنا، والعودة نحو حياة واقعية ممزوجة بالتواضع، والمعرفة، والايمان... لتواكب ممارستنا للمستقبل نحو الطبيعة والبيئة والعالم وبكل مسؤولية...
ملاحظة: في مجال التفاعل مع القراء، يفتح موقع "إليسار نيوز" الفرصة للقراء للتعبير عبر الموقع، وليس بالضرورة أن تعبر الآراء أو المعلومات أو الأخبار الواردة عن توجه الموقع، كما تحتفظ إدارة التحرير بأختيار المقالات التي يتم نشرها على الموقع.