هدر وفساد قبيل الامتحانات الرسمية... والوزير "شاهد ما شفش حاجة"!

مشاركة


لبنان اليوم

عـلي أمهز

يعاني البلد من أزمة مالية وصحية وعجز الدولة عن تلبية حاجات المواطن وترك الشعب بين يدي الله ونعم الوكيل، فيما الجولات المكوكية لوزير الصحة الذي لم يدخر مجهودا إلا وبذله رغم أنه لم يكن يملك إمكانيات تتوافق مع خطورة الأزمة، إلا أن الرجل فعل ما بوسعه على قاعدة "من الموجود... جود"، وبات الجميع رهن إشارته وله الأمر، من قبل ومن بعد، إذا قال "إنحجروا إنحجرنا"، وإذا قال "إنفرجوا إنفرجنا"، كيف لا؟ فهو ثقة الأمين وهذا ما حصل عندما أومى بطرفه الى وزير التربية وقرر عنه فتح المدارس بعد العاشر من أيار (مايو) فوجد وزير التربية نفسه أمام الحقيقة وأخذ القرار لأن القاصي والداني يعلم ان العام الدراسي برمته "ترقيع بترقيع" ولكن ما بدى واضحا أن الفريق الذي يدير الوزارة يصر على اجراء الامتحانات ولو شكليا، وبأن في الافق خزعبلات وهلوسات كحذف المناهج واقتطاع الدروس وطرح أسئلة إختيارية وفنون وجنون لا تمت للعقل بصلة.

ومن هنا بدأنا البحث، لماذا من يحيطون بالوزير يضغطون عليه لإجراء الامتحانات كيف ما كان وبأي زمان ومكان، والوزير بات أمام الجميع واضح القدرات، ولا سيما بعد المؤتمر الصحافي الشهير، حيث بدا كأنه مذيع في برنامج تلفزيوني، يرحب بالموظفين ويصفق لهم و"يا رب تعين".

بعد البحث والتدقيق وجدنا الآتي:

من المستفيد الأكبر من الامتحانات الرسمية؟

أين تذهب الملايين؟ 16 مليار ليرة؟

88 مليون لرئيس اللجان الفاحصة.

82 مليون للرئيسة السابقة لدائرة الامتحانات.

16 مليون لمديرة التعليم الثانوي.

249 مليون لأعضاء اللجان الفاحصة وعددهم 10.

173 مليون لرؤساء المناطق التربوية وعددهم 8.

هذا جزء بسيط من المصرح به، وما خفي أعظم.

إن المادة 3 من المرسوم 10148 تاريخ 22/3/2013 (تعديل المرسوم 5697/2001 نظام الامتحانات الرسمية)، نصّت على عدم استحقاق أي تعويض لمعاوني رئيس اللجان الفاحصة، فهل بات القرار أقوى من المرسوم؟

هذه التعويضات لقاء عمل قاموا به خلال أوقات دوامهم الرسمي، وضمن مهامهم المنصوص عنها في أعمال الامتحانات، باعتبار أنّ "الفترة الممتدة من 1 شباط/فبراير (تاريخ بدء استلام طلبات الترشيح) ولغاية 29/5/2018 (تاريخ المباشرة بإجراء الامتحانات) أكثر من كافية لإنجاز كل الأعمال التحضيرية للامتحانات الرسمية، ضمن أوقات الدوام الرسمي المحدّد في قانون سلسلة الرتب والرواتب".

من هنا بتنا نفهم أن الوزير موجود بين مطرقة الطلاب الذين لا حول ولا قوة لهم، ويستحيل أي خبير تربوي أن يقول إن الطالب بعد انقطاع شهرين ونصف الشهر عن الدراسة، أضف إليها أيام الهلع والفزع من الفيروس ممكن ان يعود الى الجو الدراسي ويخضع لامتحانات من بعد خروجه من شهر صيام، حتى ذهب البعض للدعوة الى الثورة والتظاهر تحت شعار "خاف الله يا وزير".

ويأتي سندان اللوبي الشهير والعتيق والمخضرم على اللهط داخل الوزارة، حتى ان البعض بات يملك مجموعة من مديري المدارس يحركهم في وجه الوزير كلما قرر الوزير عكس مصالحهم وهذا ما بات واضحا عندما قام بعض مديري المدارس الخاصة بمقاطعة الاون لاين بايعاز من موظف من داخل الوزارة وهنا يكون الوزير المرشح الاول للامتحانات هذا العام هل سيثبت أنه رجل أقوال وأفعال ويلغي مخصصات الهدر ويطرد "اللوبي الفاسد" من الوزارة أم سيرضخ ويضاف إسمه الى قائمة "إرحل إرحل... يا مجذوب"، وفي النهاية سيرحل.







مقالات ذات صلة