هل يفرض كورونا "يالتا" جديدة تنهي زعامة أميركا في الساحة الدولية؟

مشاركة


عربي ودولي

"إليسار نيوز" Elissar News

عقب الحرب العالمية الثانية اجتمع المنتصرون في "يالتا" (1945) ونشأ نظام عالمي جديد فرض شروطه وآلياته في السياسة الاقتصاد ومواقع النفوذ، لكن يبدو أن فيروس كورونا بتداعيات الاقتصادية سيفرض "يالتا" جديدة قد تنهي زعامة أميركا في الساحة الدولية.

ويبدو أنه بات في شبه المؤكد أن العالم بعد جائحة كورونا لن يكون كما كان قبلها، وفي كل الأحوال هذا ما تؤكده المعطيات المستجدة وقد أظهرت هشاشة دول حتى أن محللين وكتابا في صحيفة "لوموند" الفرنسية ألمحوا إلى هذا الأمر، لافتين إلى أن نهوض الصين لعب دورا رئيسيا في زعزعة استقرار النظام العالمي القائم، استنادا إلى أن تأخر منظمة الصحة العالمية WHO في تحذير المجتمع الدولي من مخاطر الوباء هو دليل على اعتماد هذه المنظمة الدولية على بكين.

ومعدو ومؤلفو المقال على يقين من أن الولايات المتحدة لم تعد تلعب دور زعيم العالم، كما كان عليه الحال في القرن العشرين.

"لوموند" اعتبرت أنه إذا كانت قدرة الولايات المتحدة على لعب دور الزعامة في العالم قد تراجعت بشكل متزايد في السنوات الأخيرة، فإن الأزمة الحالية، أضعفت أميركا وجعلتها أكثر دول العالم تضررا من فيروس كورونا، كما أجبرت الأميركيين أخيرا على التنازل عن ادعاء هذه الزعامة.

وتوازيا اعتبرت الصحيفة أن جائحة كورونا وجهت ضربة خطيرة لوحدة أوروبا التي طالما كانت حليفا لأميركا خصوصا لجهة عجز الاتحاد الأوروبي عن دعم حتى بلدانه الأكثر تضررا من الوباء، مثل إيطاليا، وفقا لوكالة نوفوستي.

وخلص صحافيو لوموند، إلى أنه من أجل زيادة التأثير على إنشاء نظام عالمي جديد، يجب على الاتحاد الأوروبي مراجعة هيكلية بنائه وجهازه الخاص، وبحسب إحصاءات مراكز مكافحة الأمراض والجهات الطبية المعنية في أميركا، تجاوزت حصيلة الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا المستجد في الولايات المتحدة، حتى مساء أمس السبت، حاجز 67 ألف حالة، في تفوق كبير من حيث هذا المؤشر على أي دولة أخرى في العالم.

وبالانتظار، من المتوقع أن تتبلور أكثر معالم المرحلة المقبلة، استنادا إلى أن زعامة أميركا تترنح وسط تنامي حضور قوى دولية جديدة.

 

 







مقالات ذات صلة