صبيان السياسة وأبواق الفتنة!
سلام ناصر
في تهجمه على رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي الزعيم وليد جنبلاط ينسى الوزير السابق غسان عطالله أنه ليس بأكثر من بوق يبث الفرقة حد التهديد بفتنة، ومواقفه لا تعدو كونها مجرد تهويلات على غرار ما يطلقه صبيان السياسة اللاهثين خلف أوهام جائفة وأحلام متقيحة تنز صديد الحقد والكراهية، وشتان بين طارىء وزعيم!
لسنا مع أي من زعماء الطوائف، لكن أن يتطاول من يسمي نفسه "مناضلا" على مواقع ضاربة جذورها في التاريخ فهذا أمر يفترض دائما وضع النقاط على الحروف، خصوصا وأن عطالله ينتمي لميليشيا غير بريئة من دماء اللبنانيين، ولا نتحدث هنا عن "حرب التحرير" أو "حرب الإلغاء" فحسب، وإنما عن مشاركة بعض رموز التيار الوطني الحر في الحرب الأهلية تحت قيادة أحزاب وقوى غادرت خطاب الحرب (القوات اللبنانية والكتائب) فيما هذه الرموز تصر على استحضاره.
وتغريدة عطالله عبر حسابه على "تويتر" اليوم تؤكد أنه غير عابىء بنجاح الخطة الاقتصادية للعهد والحكومة المفترض ملاقاتها بأجواء منفتحة توفر أجواء داعمة لرئيس الجمهورية في سعيه للقاء أقطاب المعارضة، وقال عطالله قاصدا جنبلاط دون تسميته: "يحرض على الفتن والتطاول على الجيش ثم يظهر بمظهر الحمل الوديع ليقول بأن الجيش هو الحل، يوافق على سد بسري ويتقاضى أموال الإستملاكات ويفرض على المتعهدين توظيف أتباعه ثم يحرض البلديات على رفض المشروع ويتلطى خلف المجتمع المدني... ليرحم الله لبنان من شر المتقلبين".
هل بمثل هذا الخطاب يخرج لبنان من عثرته، عسى أن توضع هذه التغريدة برسم رئيس البلاد ليبني على الشيء مقتضاه، وليس أقله إسكات أبواق الفتنة!