تفكك منظومة آل الأسد... هل بات السقوط وشيكا؟!

مشاركة


عربي ودولي

أنور عقل ضو

لا أحد يجهل واقع وطبيعة النظام في سوريا، ولا التماهي بين العائلة والدولة، ولا نقدم جديدا في هذا المجال، فثمة شعارات رسخت عبر ستين عاما توتاليتارية الدولة بنزعة أوليغارشية، وما شعار "الأسد إلى الأبد" إلا تجسيدا للحزب الواحد والحكم المستند إلى دائرة ضيقة من المقربين، وهؤلاء ما إن ينتهي دورهم الوظيفي حتى يصار إلى تغييبهم بشتى الطرق والأساليب، كما شهدنا في محطات سابقة.

لا نتحدث عن سوريا العروبة والتصدي والمواجهة، ولا عن سوريا الداعمة للمقاومة، ولا عن دورها وموقعها الإقليمي، ولا عن أحلاف الممانعة، وهذا أمر منفصل يفترض فسحة ثانية من النقاش، وإنما نتحدث عن بنية نظام تصدع، وما نشهده اليوم مع بروز قضية رجل الأعمال رامي مخلوف ليس إلا بعض تجليات ما قبل السقوط، ويخطىء من يظن أن ما هو قائم مجرد اقتسام لثروات البلاد، كون المسألة متعلقة بإرث صار موضع نزاع من الآباء إلى الأبناء، من حافظ الأسد ومحمد مخلوف إلى بشار ورامي، وهذا أمر ليس بمستغرب في دولة حكم العائلة بغض النظر عن بنيتها ومؤسساتها وشعاراتها.

وفي هذا السياق تحديدا، من يظن أن روسيا متمسكة بالأسد فهو بالتأكيد واهم، لأن روسيا متمسكة بنفوذها في المتوسط، ودورها ومصالحها في المنطقة، وهي تدرك أن النظام بات يمثل عبئا بسائر منظوماته السياسية والإقتصادية والمالية، وترى أن المطلوب تغيير ما، لكن في حدود مصالحها أيضا، ومثل هذا التغيير ضروري أن يتواءم مع هذه المصالح، وما نشهده اليوم مع بداية تفكك المنظومة الحاكمة يعني أن سوريا مقبلة على مرحلة جديدة بسقف تحدده روسيا وحدها، فهي من أبقى الدولة والنظام، وهي المؤهلة لدور في تحديد مستقبل سوريا بعيدا من عائلة الأسد.

قبل يومين، استقبلت قناة روسيا اليوم (الداعمة لسوريا) فراس طلاس وهو من المعارضين للنظام وإن كان والده مصطفى طلاس أحد داعمي النظام في مراحل سابقة، وكان اللقاء جريئا، إذ للمرة الأولى نسمع عبر أثير هذه القناة انتقادا لعائلة الأسد ولمنظومة الفساد المالي والاقتصادي والخلاف على اقتسام الثروات، وعن الصراعات بين رامي مخلوف وأسماء الأسد وعن خلافات بين ماهر الأسد ورامي مخلوف، ومثل هذا الأمر ليس تفصيلا أو مجرد "هفوة" إعلامية!







مقالات ذات صلة