بدون رياضة أو نظام غذائي... علاج جيني ينمي العضلات ويكافح السمنة!!
رصد وترجمة: سوزان أبو سعيد ضو
هل نقول وداعا لصالات الرياضة، والتدريب لساعات لبناء العضلات ومكافحة زيادة الوزن والسمنة؟ هذا ما تحاول دراسة جديدة التوصل إليه حول علاج جيني جديد، يسمح ببناء العضلات وجدت دراسة جديدة ، بقيادة علماء من كلية الطب بجامعة واشنطن في سانت لويس ، أن العلاج الجيني الجديد يمكن أن يمنع السمنة وبناء العضلات دون الحاجة إلى تمارين إضافية ، في الفئران التي تتغذى على نظام غذائي عالي الدهون.
تم اكتشاف فوليستاتينFollistatin ، وهو بروتين موجود في جميع الأنسجة الحيوانية تقريبًا، في أواخر الثمانينيات، تم التحقيق في البداية عن دوره كهرمون تناسلي، وجد لاحقًا أن فوليستاتين يؤثر على عدد من العمليات الخلوية، بما في ذلك نمو العضلات.
والدراسة المذكورة في الموقع العلمي Sciences Advances، كان الهدف منها العمل على دراسة دور الالتهاب المرتبط بالسمنة وفقدان وظيفة العضلات في تطور التهاب المفاصل العظمي (OA)، لذا فقد كان استخدام العلاجات التي تستهدف أنسجة العضلات هي أساليب جديدة لاستعادة الخلل الأيضي والميكانيكي الحيوي المرتبط بالسمنة.
ومن هذه العلاجات بروتين فوليستاتين Follistatin ويشار اليه اختصارا (FST) ، وهو بروتين يربط الميوستاتين والأكتيفين وهما مكونان أساسيان للعضلات، وأنه قد يكون له القدرة على تعزيز تكوين العضلات أثناء كبح عملية الالتهاب.
وقد تم توصيل الفيروس 9 (AAV9) المعدل جينيا بارتباطه بالأدينو FST عبر حقنة واحدة لفئران يافعة، ما قد يعزز تكوين العضلات ويمكن أن يساعد في علاج هشاشة العظام عن طريق زيادة كتلة العضلات وتقليل الالتهاب الأيضي المرتبط بالسمنة، حيث يخفف هذا البروتين التهاب التمثيل الغذائي والتهاب المفاصل العظمي OA الناجم عن اتباع نظام غذائي عالي بالدهون لدى الفئران.
وذكر الباحثون أنه على الرغم من أنه تم اقتراح بعض التدخلات المحتملة، مثل فقدان الوزن وممارسة الرياضة، بهدف عكس الخلل الأيضي المرتبط بالسمنة من خلال تحسين كمية أو جودة العضلات الهيكلية، إلا أن هذه التدخلات قد لا تنجح على المدى الطويل.
وأوضح الباحث الرئيسي فرشيد جيلاك Farshid Guilak، وهو أستاذ جراحة العظام ومدير الأبحاث في مستشفيات شرينرز للأطفال – في كلية الطب في جامعة واشنطن Washington University School of Medicine في سانت لويس St. Louis، في بيان: "لقد حددنا هنا طريقة لاستخدام العلاج الجيني لبناء العضلات بسرعة"، وأضاف: "لقد كان لهذا العلاج تأثيرا عميقا على الفئران، وأبقت أوزانها تحت السيطرة ، مما يشير إلى أن نهجًا مماثلًا قد يكون فعالًا ضد التهاب المفاصل لدى البشر، خصوصا في حالات السمنة المرضية."
وقد وصف جيلاك النتائج بـ "العميقة"، إذ أدى العلاج إلى قيام جسم هذه الحيوانات ببناء كتلة عضلية دون اكتساب وزن إضافي، على الرغم من اتباعها لنظام غذائي غني بالدهون وعدم ممارستها للرياضة أكثر من المعتاد، فقد وجد الباحثون أن هذا العلاج الجيني قد قلل بشكل خاص تآكل الغضروف، والالتهاب الأيضي، كما يقوم بالمساعدة في إعادة تشكيل العظام المتضررة بفعل إصابة المفاصل ويؤثر على هشاشة العظام أيضا .
وأوضح جيلاك: " قد يستغرق تطوير شيء مماثل سنوات عدة ، لكننا متحمسون للغاية بشأن احتمالات الحد من تلف المفاصل المرتبط بهشاشة العظام ، فضلا عن كون هذا العلاج مرشحا جيدا لعلاج الحالات التي تعاني من السمنة المفرطة أيضا".