التطبيع مع أسماء الأسد!

مشاركة


عربي ودولي

سلام ناصر

ربط لبنان أكثر بالنظام السوري تحت عناوين اقتصادية يندرج في سياسة زج الدولة في لعبة المحاور على مستوى المنطقة، أي أن مثل هذا "الربط" عنوانه سياسي بالدرجة الأولى، في وقت تواجه سوريا أمس واليوم صراع نفوذ من خاصرة الفساد المالي والإداري وتحكُّم "العائلة" بمقدرات دولة ممزقة وشعب نصفه هائم في أربع رياح الأرض.

من هنا، ثمة ضرورة لمقاربة لبنانية جديدة لمجريات الصراع في المنطقة والعالم، كي لا يضيع لبنان مرة جديدة بين محاور إقليمية ودولية، ما يتطلب تبني سياسة واضحة تقدم مصلحة لبنان دون التخلي عن ثوابته وحقوقه ككيان مستقل، وألا يكون ساحة كما هو اليوم، أما الدعوات لما يشبه التطبيع مع نظام "العائلة" فأمر يلغي حضور لبنان وخصوصيته، ولا يعني ذلك استحضار العداء مع دولة تربطنا بها مساحة كبيرة من تاريخ مشترك و"جغرافيا مفتوحة" أبقت حدود لبنان، وللأسف، مشرعة للتهريب فيما لبنان يترنح من إفلاس وفوضى.

نعم لعلاقات جيدة مع سوريا، لكن من منطلق دولة لدولة، فهل يقتنع المهللون ليكون لبنان محافظة سورية؟ ومن ثم ألا يعني "التطبيع" مع سوريا إقفال الأبواب أمام سائر الدول العربية؟ وكذلك هل يمكن للبنان أن يستعيد حضوره ومكانته العربية والدولية من الخاصرة السورية فحسب؟

الدعوة إلى ما يشبه "التطبيع" مع سوريا بديلا من علاقات جيدة من دولة لدولة، يعني تبني النموذج الاقتصادي السوري (والسياسي لاحقا)، وآخر فصوله "حرب" اقتسام الثروات بين حلقة ضيقة من الأقارب، مع سطوع نجم عقيلة الرئيس السوري أسماء الأسد، وسط صراع على ثروات البلاد بعد أن انتهى الدور الوظيفي لرامي مخلوف، إلا إذا كان المطلوب التطبيع مع أسماء الأسد من أجل سيادة لبنان ورفاهه وازدهاره وتكريس قيم الحرية والديموقراطية على غرار ما هو قائم في "القطر السوري الشقيق"!

 

 







مقالات ذات صلة