وأخيرا... "جين النحافة"!
رصد وترجمة: سوزان أبو سعيد ضو
هي أمنية بالنسبة لكثيرين، أن يستطيعوا تناول ما يشاؤون من الطعام، وفي أي وقت من النهار، وعدم القيام بمجهود جسدي وفي نفس الوقت، عدم اكتساب غرام واحد من الوزن، ووفقا للعلماء، فقد يعود السبب إلى "جين النحافة" واسمه جين ALK الذي يتواجد لدى 1 بالمئة فقط من البشر.
وأشار المشاركون في هذا البحث الأولي والذي نشر في دورية "سيل" Cell العلمية، انهم بعد دراسة الملفات الوراثية لأكثر من 47 ألف شخص تتراوح أعمارهم بين 20 و44 عاما، يعيشون في إستونيا منذ العام 2000، وجدوا تركيبة جينية مميزة للأشخاص النحيفين، تتمثل في نوع الجين ALK الذي ينتج بروتين يسمى anaplastic lymphoma kinase وهو مسؤول عن نمو الخلايا.
وقد كان الجين "ألك" مستهدفا بالعديد من الدراسات لسنوات، وثمة أدوية معينة لتعطيله، ذلك أنه ارتبط بعدد من أمراض السرطان ليكتسب سمعة "مغذي الأورام، ولفت العلماء إلى أن تحورا Mutation في الجين المذكور، وبالبروتين المتحور الناتج عنه قد وجد في أنواع من الأمراض السرطانية، منها non-small cell lung cancer، وهو نوع من سرطان الرئة anaplastic large cell lymphoma وهو نوع من سرطان الدم ونوع من سرطان الدماغ neuroblastoma.
وقام الفريق العلمي باختبار لنظريتهم لدى الفئران وذباب الفاكهة Drosophilla، ليتوصلوا إلى أن "تعطيل جين ألك" سمح لهذين الحيوانين بالبقاء نحيفين، حتى بعد تناول هذه الحيوانات طعاما غنيا بالسكر والدهون يعادل وجبة ماكدونالد، بالمقابل، تبين أن الحيوانات التي لديها هذا الجين عانت السمنة بعد تناول الحمية ذاتها.
وأشار جوزيف بينينغر Josef M. Penninger، المؤلف الرئيسي للدراسة، مدير معهد علوم الحياة Life Sciences Institute وأستاذ قسم علم الوراثة الطبية medical genetics في جامعة كولومبيا البريطانية the University of British Columbia: "كل شخص منا يعرف شخصا يمكنه أكل ما يحلو له، دون أن يصبح سمينا، إنهم يمثلون حوالي واحد بالمئة من السكان، فهم يمكنهم أن يأكلوا ما يريدون وأن يكونوا أصحاء. إنهم يأكلون كثيرًا ، ولا يمارسون القرفصاء طوال الوقت ، لكنهم لا يكتسبون الوزن"، وقال:"إن التخلص من أو تعطيل هذا الجين قد يشكل يوما ما أساسا لعلاج السمنة"، مشيرا إلى أن فريق البحث يحاول ان تصبح هذه الفكرة مجالا جديدا للبحث.
ولا زال دور هذا الجين بعيدا عن السرطان غير واضح حتى الآن، لكن الاكتشاف الجديد يفيد بأنه يؤدي مهمة حيوية فيما يتعلق بالنحافة.
وقال بنينجر إن العلاجات التي تستهدف الجين قد تساعد العلماء على محاربة السمنة في المستقبل.
قال بينينغر: "إذا فكرت في الأمر ، فمن الواقعي أنه يمكننا تثبيط عمل ALK أو تقليل وظيفة ALK لمعرفة ما إذا كنا نبقى نحيفين"، وأضاف:"يتم استخدام مثبطات ALK في علاجات أنواع من السرطان بالفعل. فهو قابل للاستهداف. ربما يمكننا تثبيط ALK ، وسنحاول فعل ذلك في المستقبل."
ويؤكد الباحثون إن الأمر يتطلب المزيد من الأبحاث، لمعرفة ما إذا كانت الأدوية المثبطة للجين ستنجح عند تجربتها على البشر، وخصوصا من يعانون من السمنة.
الصورة الرئيسية من : scitechdaily
الصورة داخل النص من: Cell