نبات التبغ... لمكافحة الفيروس الفتاك!

مشاركة


صحة وجمال

 

رصد وترجمة: سوزان أبو سعيد ضو

بينما يتسابق الباحثون في جميع أنحاء العالم لتطوير لقاح لـ فيروس "كورونا" Corona المستجد الذي يتسبب بجائحة COVID_19، (COVID-19) ،يعمل العلماء في إسبانيا في مجال الزراعة الجزيئية للمساعدة في بناء لقاحات وأضداد مخصصة، تسخير قوى الطبيعة، وبالتحديد نبات التبغ لمكافحة الفيروس التاجي.

ويحاول فريق من كبار الباحثين المشاركون في مشروع "نيوكوتيانا" Newcotiana من "معهد البيولوجيا الجزيئية والخلوية النباتية" Plant Molecular and Cellular Biology  في فالنسيا  Valencia، والممول من الاتحاد الأوروبين باستخدام أحدث التقنيات لزراعة وتعديل تسلسل جينوم إحدى أنواع نبات التبغ Nicotiana Benthamiana.

إنتاج جزيئات مصممة خصيصًا لمحاربة الأمراض

"يتم استخراج العديد من الأدوية التي نستخدمها اليوم من النباتات، ولكن الآن بفضل التكنولوجيا الحيوية أصبحنا قادرين على تصنيع مواد أخرى من النباتات، تختلف عن تلك التي تنتجها النباتات بشكل طبيعي. نقوم بذلك عن طريق إدخال المواد الوراثية في الجينوم الخاص بها، تحتوي هذه المواد الوراثية على معلومات تمكن من إنتاج الأدوية مثل الأجسام المضادة واللقاحات وغيرها من المنتجات"، وفقا لـدييغو أورزايز منسق مشروع "نيوكوتيانا"

وقد تم استخدام هذا النبات Nicotiana Benthamiana وهي المستوطنة في أستراليا للمساعدة في إنتاج اللقاحات والأجسام المضادة للفيروسات مثل الإيبولا.

فعن طريق حقن الحمض النووي الآخر في أوراقها، يمكن تعديل جيناتها لإنشاء منتجات صيدلانية محددة وبكميات كبيرة للغاية.

"نعطي النباتات تعليمات لتحسينها، لتغيير جينات معينة. على سبيل المثال، نحن مهتمون بامتلاك نباتات لا تزهر. نريد زراعة نباتات تنتج المزيد من الكتلة الحيوية، لأن هذه هي أنواع من الأمور التي نريدها من النبات" تقول مارتا فاسكيز Marta Vázquez، وهي باحثة في مجال التكنولوجيا الحيوية في شركة IBMCP.

والآمال كبيرة بهذه التقنية، حيث يقول الخبراء أن لهذا النهج مزايا عديدة، بتسخير خلايا النبات والنسغمازوت, المولدات Sap، أن تساعد في نهاية المطاف على تمهيد الطريق لإنتاج لقاح COVID-19، إذ  يمكن لهذه التقنية أن تنتج كميات كبيرة من البروتين المطلوب ، بتكلفة منخفض ال مقارنة بالطرق الأخرى وهو آمن في ذات الوقت.

"النباتات مفيدة جدًا للباحثين لأنها وسيلة أخرى للتعبير عن البروتينات الفيروسية أو الأحماض النووية دون الحاجة إلى العمل بالفعل مع الفيروس المسبب للأمراض، ويمكننا استخدام تقنيات البيولوجيا التركيبية لصنع بعض الجسيمات الشبيهة بالفيروسات دون التعامل مع الفيروس المعدي"، كما يقول جورج لومونوسوف George Lomonossoff، اختصاصي الفيروسات في مركز جون إينس John Innes Centre.

ويمكن للنبات المعدل أن يولد بروتينات مشابهة لتلك الموجودة في الخلية البشرية، ويقول الباحثون إن عددًا متزايدًا من الشركات تتبنى هذه التقنية.

يؤكد جيوفاني جوليانو ، مدير الأبحاث في "الوكالة الوطنية الإيطالية للتكنولوجيا الجديدة" National Agency for New  Technologies ، (ENEA)، "هناك حوالي مائة مجموعة في العالم تحاول تطوير لقاحات SARS COVID-2، بعض هذه المجموعات والشركات الخاصة تستخدم هذا النبات، الذي قمنا بتحليل سلسله الجينومي، إن توفير الجينوم متاح للجميع، وسيساعد هذه الشركات تحسين هذا الإنتاج".

من خلال إتاحة جينوم النبات للعموم، يأمل العلماء في المشروع الممول من الاتحاد الأوروبي أن يسرع البحث عن منتجات جديدة تقاوم الأوبئة الحالية والمستقبلية.

بتصرف عن:  The Conversation, euronews.







مقالات ذات صلة