نظام يلفظ أنفاسه الأخيرة!

مشاركة


لبنان اليوم

سلام ناصر

       كل "إصلاحاتكم" تراعي مصالحكم، وما عدا ذلك، ترهات وصخب بلا معنى، أما الدولة فسقطت منذ زمن بعيد، ونحن اليوم على أعتاب مرحلة جديدة بدأت تتبلور معالمها منذ 17 تشرين الماضي، منذ الثورة الشعبية التي جمعت بين ظهرانيها سائر تلاوين مجتمعنا، من مختلف الطوائف والتوجهات، يوم حددت طبيعة الصراع بين الفساد والإصلاح الحقيقي لبنية النظام السياسي، بين حكم الطوائف وحكم الشعب، بين الديموقراطية الحقيقية وفولكلور الحرية الطوائفية.

       القوى السياسية المستأثرة بالقرار الوطني اليوم تلعب في الوقت الضائع، وهي راحلة غير مأسوف عليها، المهم أن يكون رحيلها بأقل الأثمان، وإلا سنكون أمام موجة عنف جديدة، لا قدر الله، خصوصا وأن أي سلطة في العالم لا يمكن أن تسلم بهزيمتها، لا سيما في دول العالم الثالث حيث السلطة تورث، وثمة من لم يتوانَ ولن يتوانى عن إحراق البلد ليؤبد حضوره السياسي، لكن منطق التاريخ يؤكد أن التطور مسار عام، يهدأ أحيانا، لكنه يبقى خيارا لأجيال وأجيال.

       ما نشهده اليوم، رغم حفلات الصخب ليس بأكثر من "إصلاحات" شكلية في نظام يلفظ أنفاسه الأخيرة منذ أمد بعيد، أو هو في الأساس ولد ميتا، وتاليا، لا قيامة لوطن تستبيحه الطوائف، وحده وطن العدالة والمساواة يضع لبنان على مسار الدولة الحقيقية، دولة المواطنة، دولة الإنسان.  







مقالات ذات صلة