الـ"هيدروكسي كلوروكين" Hydroxychloroquine يعود إلى الواجهة... لعلاج الفيروس الفتاك!

مشاركة


صحة وجمال

 

 

 

رصد وترجمة: سوزان أبو سعيد ضو

بعد تراجع ثلاثة علماء من أربعة عن مقال نشر في 22 أيار/مايو في الدورية الطبية المرموقة "اللانسيتThe Lancet "، استعاد علاج "هيدروكسي كلوروكين" الوهج السابق في علاج الإصابة بفيروس "كورونا" Corona المستجد المتسبب بجائحة COVID_19 أوCOVID-19، وخلص المقال إلى أن عقار "هيدروكسي كلوروكين"Hydroxychloroquine  يزيد احتمالات الوفاة لدى مرضى (كوفيد-19)، وعادت "اللانسيت" إلى  التراجع عن المقال يوم الخميس 4 حزيران/يونيو.

وقد استخدم الهيدروكسي كلوروكوين من قبل البروفسور ديدييه راؤول في فرنسا، وروّج له الرئيس دونالد ترامب وبأنه يتناوله للوقاية من الفيروس الفتاك، وتستعمله العديد من البلدان مع عقار "أزيترومايسين" Azithromycin لعلاج الإصابة بـ COVID-19، بالإضافة إلى علاجات أخرى يتم استخدامها من وقت لآخر، ولكن تستمر الأبحاث للتأكد من نجاعة هذه العلاجات، بالإضافة إلى ابتكار لقاحات تجاوز عددها 133 حول العالم، وفقا لمنظمة الصحة العالمية. 

Hydroxychloroquine

ويستخدم دواء هيدروكسي كلوروكوين منذ عقود لعلاج اضطرابات المناعة الذاتية بما في ذلك مرض الذئبة lupus  والتهاب المفاصل arthritis ، ويوصف أيضًا للوقاية من الملاريا. في وقت مبكر من جائحة  COVID-19 ، كان هناك أدلة على أن الدواء قد يساعد في علاج المرضى المصابين بالفيروس التاجي.

ومن المعروف أن للعقار آثارًا جانبية، بما في ذلك ضعف العضلات وعدم انتظام ضربات القلب، على الرغم من أن الخبراء يقولون أنه يعتبر آمنا بشكل عام للسكان الأصحاء طالما أنها لا توصف مع الأدوية الأخرى التي يمكن أن تسبب عدم انتظام ضربات القلب، مع العلم أن العقار يستخدم في البلاد التي تعاني من الملاريا بصورة مستمرة.

التراجع عن القرار السابق

لا يعني هذا التراجع أن الدواء مفيد - أو ضار - فيما يتعلق بالفيروس التاجي. وبدلاً من ذلك ، لم يتمكن مؤلفو الدراسة من التأكد من دقة مجموعة البيانات.

وكتب محررو مجلة لانسيت في مذكرة أنه تم لفت انتباههم إلى أسئلة علمية جادة حول الدراسة، وتم بالفعل إجراء تدقيق مستقل للبيانات.

ودافعت شركة "سرجيسفير" Surgisphere عن بياناتها، إلا أن العلماء الثلاثة ممن كتبوا المقال أشاروا إلى إن الشركة لم توفر قاعدة البيانات لمراجعتها على نحو مستقل، مضيفين أنه لم يعد بمقدورهم "الجزم بدقة مصادر البيانات الأولية".

وامتنع المشارك الرابع في كتابة المقال، الدكتور سابان ديساي Sapan Desai الرئيس التنفيذي لـ (سرجيسفير)، عن التعقيب على التراجع عن المقال.

الدراسة

وكانت الدراسة نفسها ضخمة، وادعت الشركة، أنها شملت بيانات من 96 ألف مريض مصابين بـ COVID-19 من 671 مستشفى في ست قارات، وأشارت النتائج إلى أن هيدروكسي كلوروكين لم يفيد المرضى وكان مرتبطًا في الواقع بزيادة خطر الوفاة في المستشفى.

وقد وقع ما يقرب من 150 طبيبًا رسالة مفتوحة إلى مجلة لانسيت الأسبوع الماضي، تطرح تساؤلات حول استنتاجات المقالة، وتطلب نشر تعليقات مراجعة الأقران (العلماء الآخرين) للجمهور التي سبقت النشر. قال الدكتور وليد جلاد، الأستاذ في كلية الطب بجامعة بيتسبرغ ، والذي لم يكن من الموقعين على الرسالة لكنه انتقد الدراسة: "هذه ليست عرض جانبي أو قضية ثانوية"، وأضاف:"نحن في جائحة غير مسبوقة. لقد نظمنا هذه التجارب السريرية الهائلة لمعرفة ما إذا كان هناك شيء يعمل على وقف هذا الوباء. وقد تم إيقاف هذه الدراسة أو أوقفت مؤقتًا اثنين من تلك التجارب، وغيرت السرد حول دواء لا يعرفه أحد إذا كان يعمل أم لا".

وأشار جلاد إلى أنه:"عندما تنشر دوريات لها وزنها هذا النوع من المقالات ثم تتراجع عنها بعد عشرة أيام، فإن هذا يعزز الارتياب"

وأثار العقار المستخدم لعلاج الملاريا جدلا لأسباب منها تداعيات الدراسة التي نشرتها دورية لانسيت الطبية البريطانية الشهر الماضي، وأدت لوقف عدة دراسات متعلقة بمرض (كوفيد-19).

منظمة الصحة العالمية تتراجع أيضا

كما كان المقال السبب وراء قرار منظمة الصحة العالمية ومعاهد البحث حول العالم بوقف التجارب على عقار هيدروكسي كلوروكوين المثير للجدل. لتعلن منظمة الصحة العالمية يوم الأربعاء، تراجعها عن قرارها السابق، وأن هذه التجارب ستستأنف الآن.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس Tedros Adhanom Ghebreyesus، إن جميع أجزاء تجربة "سوليدرتي" Solidarity، التي تحقق في عدد من العلاجات الدوائية المحتملة ، ستمضي قدما. وحتى الآن، تم تجنيد أكثر من 3500 مريض في التجربة من 35 دولة.

وذكرت دورية لانسيت أنها "تتعامل بجدية شديدة مع المسائل المتعلقة بالنزاهة العلمية، وهناك الكثير من الأسئلة العالقة بشأن (سرجيسفير) والبيانات المدرجة في هذه الدراسة"، مضيفة أن "هناك حاجة ماسة لمراجعات مؤسسية للمساهمات البحثية التي تقدمها (سرجيسفير)".

كما تم سحب دراسة أخرى في دورية "نيو إنغلاند جورنال اوف ميديسن" New England Journal Of Medicine اعتمدت على بيانات "سرجيسفير" لنفس السبب.

وقد كشفت "الغارديان – أستراليا" عن تناقض في معلومات المقالة عن أستراليا، لتفسر الشركة خطأ غير مقصود بإضافة معلومات من مستشفى آسيوي، لتقوم "اللانسيت" بتصحيح هذه المعلومة، كما تواصلت "الغارديان – أستراليا" مع مستشفيات في ملبورن وسيدني، شملتها الدراسة، وأكدت المستشفيات أنها لم تسمع بـ "سيرجيسفير" ولم يتم التواصل معها من أجل بياناتها، فضلا عن ملاحظات عدة حول موثوقية الشركة كمرجع لتحليل البيانات الطبية والعلمية.

تجارب على العقار

ولا يزال الباحثون حول العالم يختبرون الدواء. تشمل التجارب الـ 48 أو أكثر التي ما زالت جارية في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأميركية ما لا يقل عن 17 تجربة، تختبر ما إذا كان لا يزال بإمكان العقار لعب دور كوقاية من عدوى COVID-19 ، حتى لو لم تساعد في علاج المرضى المصابين بالفعل بالفيروس التاجي.

 

 

 

 







مقالات ذات صلة