حكومة دياب... إنجازات لا تُرى بالعين المعارضة!
*بسام سامي ضو
عند باب السراي الكبير طمأنه كبير العرّافين: "طمّن بالك دولة الرئيس... بخّرت كل الزوايا حتى ما بقا تشوف أشباح الزعران وكوابيس عن المؤامرات السرية والعلنية، الداخلية والخارجية. وعملتك حجاب منشان صيبة العين عا 97 بالمئة من إنجازاتك، وحجاب لتسهيل أمر الـ 3 بالمئة الباقيين... وأهم شي حجاب يقوّيك عالانقلابات والانقلابيين".
ودّعه دولته شاكراً، وبحركةٍ لاشعورية مدّ يده إلى جيبه لينقده حفنةً من "الفريش دولار"، لكنه تذكر أنه أطلق في الأمس نفير الحرب على الفساد.. سحب يده بسرعة مربتاً بها على كتف أهمّ زوّار السراي قائلاً: "إذا عندك حدا بدك تعملو مدير عام خبرني، بس ضروري قبل ما يصير عمرو 40 سنة، ولو قبل بيوم واحد".
اطلع سريعاً على عناوين الأخبار التي تفوح من غالبيتها العظمى رائحة "مؤامرة" تستهدفه وتحاول التعمية على عظمة إنجازاتٍ تحققت، لكنها لا تُرى بالعين المعارضة.
أطلّ من الشباك متفقداً سلامة الشريط الشائك.. ممتاز، السلطة بخير.. تناهت إلى سمعه هتافات مواطنين غاضبين في الشارع، يطالبون بالمحاسبة واسترداد الأموال المنهوبة.. "كان يجب أن أقيل رياض.. بس ما خلوني".
ارتدى هدوءه القاتل، صفّف بالمشط السحري فكره الأبيض تحت حظه الأسود. ردّد أمام المرآة العبارات التي وصفها له مستشاروه ترياقاً لمواجهة خصومه المتزايدين: "حكومة التحديات. لجان. مؤامرة. انقلاب. زعران. تشويه صورتي. 97 بالمئة نقطة عالسطر. دولار. معابر. سلامة".
والآن إلى ساح معركة محاربة الفساد، فالقائد الأعلى لجيوش تطهير الدولة استنفر هيئات الرقابة أمس طالباً من رؤسائها "فتح ملفات الفساد المكدّسة في جواريرهم" وإلى "إقفال هواتفهم منعاً لتدخل المافيات"!
اتصل بأحدهم ليختبر التزامه بالتوجيهات، فأتاه الرد من المجيب الآلي: "المحارب المطلوب مشغول بفتح الجوارير ونفض الغبار عن الملفات قبل إعادتها إلى الجوارير وإقفالها من جديد. يرجى معاودة الاتصال غداً بعد انقشاع غبار الحرب على الفساد".
مبروك. صاروا 98 بالمئة من الإنجازات!
*كاتب وصحافي مقيم في دبي