تخبط في أسعار صرف الدولار الأميركي مع تجاوزه عتبة 6 آلاف ليرة!
"إليسار نيوز" Elissar News
عادت الليرة اللبنانية للتراجع إلى مستويات منخفضة جديدة أمس الثلاثاء، بعد تخطيها عتبة 6 آلاف ليرة مقابل الدولار، في السوق الموازية (السوق السوداء) بحسب متعاملين في السوق، في الوقت الذي أدت فيه أزمة الدولار الحادة إلى زيادة تآكل قيمة العملة الوطنية الشرائية لدى المستهلك اللبناني وارتفاع في التضخم إلى مستويات قياسية وفق تقرير نشرناه في وقت سابق في موقعنا "إليسار نيوز"، ويبدو أن السوق يتجه إلى المزيد من التخبط في أسعار الصرف، مع عدم نجاعة كافة الوسائل المتبعة من أمنية ومالية ونقدية لمحاولة السيطرة عليه.
وكان رئيس الجمهورية اللبناني العماد ميشال عون في أوائل هذا الشهر قد أوعز إلى مصرف لبنان بالبدء باستخدام احتياطيات محدودة من الدولار لدعم الليرة، بعد أن أدى الانخفاض الحاد لصرف العملة الوطنية إلى احتجاجات عامة جديدة.
ومنذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي، فقدت الليرة اللبنانية حوالي 75 بالمئة من قيمتها بعد أزمة اقتصادية خانقة، تزامنت مع فقدان الوظائف، وارتفاع الأسعار حتى للمواد الإستهلاكية الأساسية، وفرض قيود شديدة على رؤوس الأموال، وأصبح من الصعب على المواطنين اللبنانيين الحصول على ودائعهم ومدخراتهم من العملات الصعبة، واتجهت المصارف إلى تسليم الدولار الأميركي بنظام معين أولا وصولا إلى منع تسليمه تماما، وإعطائهم المدخرات بسعر الصرف الرسمي 1500 ليرة لبنانية، و3200 ليرة لبنانية للحسابات بـ 300 دولار أميركي.
ومع جائحة كورونا تراجعت الليرة بصورة إضافية، خصوصا مع وجود مصادر قليلة لتدفقات الدولار الجديدة من الخارج، فضلا عن قيود على وكالات التحويل النقدي، وبعد أن كانت تسلم الدولار الأميركي المحول من الخارج بالعملة الصعبة، تم تحديد سعر جديد من قبل مديرية العمليات النقدية لدى مصرف لبنان، بـ 3,800 ليرة لبنانية، ويتم تحديثه يوميا.
وقد اتجه مصرف لبنان إلى تثبيت سعر الدولار في دور الصرافة بتحديد سعر موحد لها كل يوم مع توقيع عقوبات قانونية للتجار الذين يبيعون بأعلى من هذا السعر المحدد، وتم بالفعل إلقاء القبض على البعض منهم، وختم مؤسسات البعض بالشمع الأحمر، وقامت نقابة الصرافين على إثرها بإعلان الإضراب العام والتوقف احتجاجا عن العمل لفترة تنوف عن الشهر، لتفتتح أبوابها، مع إصدارها بيانا يوميا رسميا بأسعار الصرف، وهي أسعار تقارب 70 بالمئة من سعر الصرف بالسوق السوداء، وقد حدد السعر عند 3850-3900 أمس الثلاثاء واليوم الأربعاء ضمن البيان اليومي.
ومع توفير المصرف المركزي مبالغ تصل إلى 4 ملايين دولار يوميا للمواطنين تباع من خلال مؤسسات الصرافة الفئة (أ) بهدف خفض سعر الليرة اللبنانية، كما أشار الرئيس عون، لم تحقق هذه الخطوة الإنخفاض المرجو، بل عاد سعر الدولار الأميركي إلى الإرتفاع لتتجاوز عتبة 6200 ليرة لبنانية اليوم.
وعممت نقابة الصرافين يوم الجمعة الماضي، إن السعر المخفض سيكون متاحاً فقط للعملاء من ذوي الاحتياجات المحددة والموثقة مثل دفع القروض المقومة بالدولار، وتذاكر الطائرات، ورسوم المدارس في الخارج، ورواتب العاملين الأجانب.
وأشار متعاملان بالدولار الثلاثاء إنهما اشتريا الدولار مقابل 6 آلاف ليرة. وقال أحدهما إنه يبيع العملة الأميركية مقابل 6200 ليرة، بينما قال الثاني إنه لا يبيع، وبالمقارنة مع الأسبوع الماضي فقد أشارا انهم باعا الدولار بحدود 5 آلاف ليرة، وأن الدولار الأميركي شحيح في الأسواق، ويعمد العديد إلى الإحتفاظ به طمعا بالحصول على أسعار أعلى.