سلام ناصر

جسّد الزعيم عادل إمام (أمد الله بعمره)، واقعنا العربي الميؤوس منه (حتى الآن) في مسرحيته الأشهر "الزعيم"، ومن يشاهد عمله المسرحي هذا يرى في شخصية "الزعيم" شيئا من معمر القذافي، أو حسني مبارك، أو زين العابدين بن علي ... إلخ، نذكر هنا فقط من تولاهم الله برحمته وغادرونا أذلاء، أما من هم على قيد الحياة فينتظرهم المآل عينه وبئس المصير.

لم يسخر عادل إمام في مسرحيته من الزعماء العرب فحسب، ولكن من سائر الأنظمة الشمولية والديكتاتوريات البائدة، لا بل وسخر أيضا منا، نحن الشعوب القانعة الخانعة وأسيرة معتقداتها الساذجة من الدين إلى السياسة، علما أن الدين لا يعني الذل والهوان ولا السياسة تعني الخضوع والإستزلام.

في واقعنا اللبناني اليوم ثمة حالة غنمية عبر عنها أمس الثوار في "الرينغ" حيث رفع أحدهم لافتة كتب عليها: "مش مهم نموت من الجوع... المهم الزعيم ما يزعل"، وفي الجانب المقابل لا زال ثمة من يهتف للزعيم!

نتذكر بالأمس واليوم هتاف "الجماهير" للزعيم عادل إمام: "لا زعيم إلا الزعيم... نموت نموت ويحيا الزعيم"!