شهداء الفساد والإهمال...عائلة لبنانية تفقد ثلاثة من أبنائها!
رصد وترجمة: سوزان أبو سعيد ضو
تقرير عالمي وثق لوعة عائلة لبنانية بفقد ثلاثة من أبنائها في أكبر انفجار "غير نووي"، دمر 80 بالمئة من مرفأ بيروت يوم الثلاثاء 4 آب (أغسطس) 2020، حيث تم التأكد من وفاة أحدهم، ولا زال اثنان في عداد المفقودين، ولا أنباء تؤكد نجاتهما، هم وسبعة من أفراد مجموعة الدفاع المدني، وعدد من العسكريين والمدنيين زادت أعدادهم عن 150 شخصا، هؤلاء الشهداء جميعا سقطوا في الإنفجار الهائل، الذي طاول ميناء العاصمة بيروت، هم شهداء الفساد والإهمال!
ووفقا لتقرير لـ "الغارديان"، تتفق العائلة ورفاق الكفاح في الدفاع المدني أن شربل كرم (32) عاما، هو من أشجع أفراد المجموعة شرق بيروت للدفاع المدني، وهو الفريق المكون من عشرة أفراد: صهره شربل حتي وشقيقه نجيب، جو بو صعب، رامي كعكي، مثال حوا، رالف ملاحي، إيلي خزامي، جو نون وسحر فارس، كانوا أول من لبوا نداء الواجب لإطفاء الحريق الذي نشب في العنبر 12، الذي ظنوا للوهلة الأولى أنها مهمة "اعتيادية".
وفي طريقهم لإطفاء الحريق، اجرى كرم بزوجته اتصالا على الفيديو قبل ساعة من الإنفجار، قائلا لها ولبنتيه ان خالهم مسرع في قيادة مركبة الإطفاء، كونهم في مهمة إنقاذ،
فيما تقول مايان نصيف، من أقارب الرجال الثلاثة: "انفطرت قلوب أفراد العائلة. في بلدنا، نعتبر الشهداء قضية كبرى، الأشخاص الذين يفقدون أرواحهم في القتال ضد أعدائنا والدفاع عن أرضنا. لكن هؤلاء ماتوا دون جدوى. وقعوا شهداء لفساد حكومتنا وتصرفاتها الإجرامية".
وقد دفنت مسعفة من فريق الدفاع المدني سحر فارس (وعمرها 25 عاماً) في مسقط رأسها القاع يوم الخميس الماضي، وقد ومرت ثلاثة أيام على الانفجار الذي دمّر ما يقرب من نصف العاصمة اللبنانية، لكن لا تزال عائلات أفراد الطاقم التسعة الآخرين عالقة في حالة من الضياع المؤلم. فأحباؤهم ما زالوا في عداد المفقودين.
هذا ولا زال ملف متطوعي الدفاع المدني محتجزا لدى المعنيين، في أجواء المماطلة والتسويف من الحكومات المتعاقبة، وهم يذوقون الأهوال من الحرائق ويعرضون حياتهم للخطر، في حين تهدر المليارات في مزاريب الفساد والتنفيعات، والسدود الفاشلة، وتوظيف الأتباع وإرضائهم، وغيرها من الملفات التي بدأت فضائحها تظهر إلى العلن، مع الإنفجار الكبير الذي نأمل أن يكون فاتحة لانهيار هذه المنظومة الفاسدة.