البلازما.. علاج كورونا الذي تحمس له ترامب!
سوزان أبو سعيد ضو
قد يوفر السائل الذهبي أو البلازما، وهي مادة سائلة شفافة تميل إلى الاصفرار وتتواجد فيها كريات الدم الحمراء والبيضاء، وتحتوي على نسبة من الأجسام المضادة التي تشكلت بعد الإصابة بالمرض، أملا في علاج المرضى المصابين بفيروس كورونا، ولذلك أعلنت هيئة الغذاء والدواء الأميركية FDA أنها أصدرت قرارا بالسماح باستخدامها، كما تبعها الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي تحمس لهذا العلاج وكعادته ويروج لها واصفا استخدام هذه المادة بأنه "إنجاز تاريخي في مسار علاج كوفيد-19"، من شأنه "إنقاذ عدد كبير من الأرواح".
وكانت صحيفة الغارديان البريطانية قد نشرت تقريرا في نيسان/أبريل الماضي للكاتب باتريك مولهولاند، تحدث فيه عن العلاج بالبلازما، واصفا السائل بأنه "سائل الذهب" (Liquid gold) للدلالة على أهميته.
وقالت الهيئة في بيان: "بناء على المعطيات العلمية المتوفرة لدينا، خلصت الهيئة ... إلى أن هذا المنتج فعال في علاج كوفيد 19 وأن الفوائد المعروفة له تفوق أي خطر محتمل"، واعتبرت أن "ثمة مؤشرات كافية تدل على أن نقل بلازما الدم من الأشخاص المتعافين من الفيروس، الى مرضى لا يزالون مصابين به من الممكن أن يقلل من خطر الوفاة ويساهم في تحسين حالتهم الصحية".
وتعهد مفوض هيئة الغذاء والدواء الأميركية، ستيفن هان، بالعمل على توفير أي علاجات ناجعة للفيروس فور توفرها، مضيفا: " لقد تشجعنا بالنتائج المبشرة التي رأيناها من بلازما المتعافين"، مشيرا إلى أن نسبة تعافي المرضى الذين حصلوا على بلازما المتعافين وصلت إلى 35 في المئة.
وأشارت الهيئة إلى أن القيام بهذه العملية في الأيام الأولى من الاصابة بالفيروس، يقوي مناعة المرضى مستندة في ذلك الى دراسة لبيانات 20 ألف مريض تلقوا بلازما الدم من مصابين متعافين، وأن 70 ألف عولجوا بهذه الطريقة وتحسنت أحوالهم الصحية.
وكان الرئيس الأميركي غرد السبت على حسابه على "تويتر" منتقدا الهيئة وأنها تعرقل استخدام لقاحات وأدوية مضادة لفيروس كورونا لأسباب سياسية وتأخيرها لما بعد الانتخابات الرئاسية وجاء في تغريدته: "إن الدولة العميقة، أو أي شخص آخر، في إدارة الغذاء والدواء الأميركية يجعل من الصعب جدًا على شركات الأدوية إيجاد أشخاص لإجراء اختبار اللقاحات والعلاجات عليهم. من الواضح أنهم يأملون في تأخير العلاج إلى ما بعد 3 نوفمبر (موعد الانتخابات الرئاسية) يجب التركيز على السرعة، وإنقاذ الأرواح".
ويعتمد باحثون على أن البلازما تحتوي على أجسام مضادة قوية يمكن أن تساعد أجسام المصابين بالفيروس على محاربته بوتيرة أسرع وقد تساهم في تخفيف التداعيات السلبية للفيروس على وظائف الجسم الحيوية.
وتستخدم دول عدة بما فيها فرنسا وألمانيا بلازما الدم لعلاج المصابين بفيروس كورونا، لكن الجدل ما يزال قائما بين العلماء حول مدى نجاعته، وهناك نظرية تشير إلى لاحتمال فعاليته عندما يتم تطبيقه على مرضى دون الثمانين عاما في بداية الاصابة بالعدوى حين يكون الجسم في مرحلة مقاومة الفيروس.