الزراعة في لبنان الى أين؟

مشاركة


تنمية وإقتصاد

*الدكتور ميشال افرام

الزراعة في لبنان تتجه الى خطر حقيقي قد يقضي عليها للاسباب التالية:

١-خلال العام ٢٠٢٠/٢٠١٩ تعاقدت مصلحة الابحاث العلمية الزراعية مع ٤٥ مزارع لانتاج ٣٠٠٠ طن من بذار القمح الطري والقاسي و٥٠٠ طن من الشعير.

الا أنه، وبسبب الاوضاع الاقتصادية المنهارة ، ارتفع سعر الكيلوغرام الواحد من القمح والشعير الى ٣٠٠٠ ل.ل. علماً ان السعر الرسمي الذي كان معتمداً كان ٥٩٠ ل.ل.

وهذا ما أدى الى احجام المزارعون عن تسليم القمح والشعير وبيعه في الاسواق الحرة

الا ان المصلحة تداركت الامر وقامت مسبقاً بزرع اراضيها لانتاج ما يكفي من بذار مؤصل اساسي وذلك لاستكمال عملية الانتاج في السنوات اللاحقة.

من المعلوم ان المصلحة انشأت عام ١٩٥٧ وكان هدفها الاول تأصيل القمح والشعير ولا تزال حتى اليوم تقوم بواجبها وتملك أهم المختبرات في هذا المجال.

ومن المستغرب ظهور مختبرات اخرى تدعي قيامها بهذا العمل واتفاقها مع وزارة الاقتصاد واستبعاد مصلحة الابحاث.

٢-يحكى انه سيتم شراء قمح مؤصل اجنبي وتوزيعه ليتم زرعه في لبنان إلا أن:

هذه التجربة تمت سابقاً وفشلت للاسباب التالية:

-ان الاصناف المستوردة غير متأقلمة مع التربة ومع مناخ لبنان

-ان الاصناف المستوردة غير مقاومة لامراض القمح الموجودة في لبنان

-ان انتاج الاصناف المستوردة ادنى من انتاج الاصناف المؤصلة محلياً بالتعاون مع منظمات دولية مثل ايكاردا واكساد

-ان سعر الاصناف المستوردة هو مرتفع ويمكن دعم الاصناف المحلية ليستفيد المزارع اللبناني

-ان الاصناف التي اطلقتها مصلحة الابحاث ادت الى زيادة الانتاج من ضعفين الى ٣ أضعاف

٣-ان زراعة القمح والشعير اساسية لقطاع الزراعة، للدورة الزراعية ولا تؤدي الى خسارة مالية للمزارع اللبناني.

انما المشكلة هي أن المزارع الذي سلم انتاجه للدولة عام ٢٠١٩ لم يحصل على امواله لغاية اليوم .

في حين ان المزارعين المتعاقدين مع المصلحة كانوا يحصلون على اموالهم خلال شهرين من الاستلام الذي يتم بدءً من شهر حزيران.

٤-الخطر الكبير المحدق هو الاتفاقات التي تتم بين عدة دول عربية والعدو الاسرائيلي .لماذا؟

-لان المنتجات الزراعية للعدو الاسرائيلي ستغزو الاسواق العربية بدلاً عن المنتجات اللبنانية.

-لأن سعر هذه المنتجات هو ادنى من الاسعار اللبنانية كما ان كلفة نقلها أقل بسبب قصر الطريق الجغرافية

-لأن جودة هذه المنتجات قد تكون أفضل من المنتجات اللبنانية

-لأن نوعية هذه المنتجات قد تكون مرغوبة أكثر من الانواع والاصناف اللبنانية

-اذا استطاع العدو الاسرائيلي غزو الاسراق الاوروبية والاميركية فلن تصعب عليه غزو الاسواق العربية.

٥-ماذا ينتظر المزارع اللبناني:

-عليه التفكير ملياً في الاصناف التي يزرعها

-عليه التفكير ملياً في النوعية وحسن استعمال المواد الكيميائية

-عليه التفكير ملياً في طريقة توضيب صحيحة وعدم توضيب القفص بالاحجام الكبيرة وملئها بالاسفل بالاحجام الصغيرة

-عليه التفكير بانتاج بذور زراعية للتصدير

-على الدولة استمرار دعم القمح والشعير نظراً لحاجة لبنان الى كميات كبيرة منها.

-على المزارع والدولة دعم الاعلاف الضرورية لتربية الحيوانات محلياً وتصديرها الى بلدان  اخرى

-على الدولة العمل على حل مشكلة تلوث مياه الري.

وما ينطبق على القطاع الزراعي ينطبق على باقي القطاعات الانتاجية.

                 

*رئيس مجلس ادارة - مدير عام مصلحة الابحاث العلمية الزراعية

رئيس مجلس أمناء ايكاردا







مقالات ذات صلة