عرب وادي خالد... اللبنانيون المنسيون!

مشاركة


خاص اليسار

 

سوزان أبو سعيد ضو

خلال زيارة ميدانية لـ "وادي خالد"، وتلبية لدعوة كريمة من الشيخ سليمان الأسعد من قبيلة النعيم وبمعية الناشط البيئي حاتم الفحل من مجموعة "درب عكار" والناشط علي فخر الدين من رابطة "أبناء الهرمل شبان وشابات" وكون الفحل وفخر الدين أصدقاء مشتركين مع الشيخ الأسعد، شاهدنا بأم العين ما تعانيه المنطقة التي ينوف عدد قراها عن العشرين قرية، سواء في الطريق المؤدية إلى الوادي المليئة بالحفر، أو بالمنازل المتواضعة من الحجر البازلتي الأسود الذي يميزها، والتي لا تجد فيها منزلا يزيد عن طابقين، والكهرباء التي تصل البيوت لفترة قليلة، ووفقا للشيخ الأسعد على الرغم من ذلك، استثمر السكان في التعليم، فقد ارتفعت نسبة التعليم من 15 بالمئة في التسعينيات من القرن الماضي، لتصل إلى 80 بالمئة، وبالمقابل فالبطالة تزيد عن 80 بالمئة، في بلد التناقضات والكوارث، ليصح وصفهم بـ "اللبنانيون المنسيون" من قبل الحكومة المركزية، والتي لا تتذكرهم إلا مرة خلال سنوات، خصوصا في فترة الإنتخابات!

فالفقر المدقع أصاب القسم الأكبر من سكان الوادي، وتردي أحوال هذه المنطقة يظهر جليا وعلى سبيل المثال، في البنية التحتية فمعظم السكان لا تصل إلى منازلهم مياه الشرب، ويشترون المياه على الرغم من تمديد شبكة مياه جديدة، وبتكلفة مليون دولار، إلا أن معظم أنابيب هذه الشبكة، قد أصابها التلف، وبالتالي لم تصل المياه إلى المنازل، وبقي السكان يشترون المياه، في مثال واضح على الفساد المستشري في كافة مؤسسات الدولة وليس الوادي بمنأى عن هذا الفساد، ومن الأمثلة الفاقعة، عدم وجود يافطة تشير إلى هذه البلدة، وقد علمنا أنه كانت هناك يافطة تحمل اسم قرية وادي خالد، وتمت إزالتها لتعديها على ما يسمى "سكة الحديد"!

"بورتريه" الشيخ سليمان الأسعد

وفي منزل متواضع مبني بالحجر البازلتي الأسود الذي تشتهر به المنطقة وبلدة وادي خالد، استقبلنا الشيخ سليمان الأسعد وعائلته المكونة من 6 أفراد بالحفاوة والكرم العربيين المعتادين لدى أبناء العشائر، ولدى الشيخ الأسعد أربعة أولاد البكر جاد من ذوي الإرادة الصلبة، وينتمي الشيخ الأسعد إلى عشيرة النعيم العربية في بلدة وادي خالد، وهي البلدية الأم في قرى وادي خالد، والتي تمتد من خط البترون (أحد خطوط البترول) حتى الحدود السورية اللبنانية، وهي عبارة عن تجمع للقرى يسمى الدريب الأعلى، ورئيس اتحاد بلديات وادي خالد حاليا هو علي موسى السعيد، وقال الأسعد: "عشيرة النعيم التي أنتمي إليها من العشائر العربية المشتركة بين لبنان وسوريا ويقارب تعداد أفرادها 3 ملايين نسمة، من بين حوالي ألفي عشيرة موجودة في لبنان والبلاد العربية، والعشائر غير محصورة بطائفة، بل موزعة على الطوائف جميعها، وهدفها بالدرجة الأولى إصلاح ذات البين، وهي مقسمة إلى القبيلة وهي المجموعة الكبرى تليها العشيرة فالفخذ فالعائلة"، وأشار إلى أن "العشائر بالأصل تنتمي إلى القبائل في الجزيرة العربية وهي تعود إلى بني عدنان وقحطان، والعشائر ليست متقوقعة كما يشاع عنها، بل هي منفتحة، وبسبب التردي الإقتصادي، فقد هاجر عدد كبير من أصحاب الكفاءات فيها، وهي ليست في أطراف لبنان فحسب كما هو شائع بل هي في قلب لبنان".

توحيد العشائر

وتابع الأسعد: "توجهنا منذ فترة لتوحيد العشائر دون قيد طائفي أو مذهبي، كمجلس عشائري نحو رؤية وطنية لا حزبية ولا طائفية، وبهدف وأد الفتنة، والإلتزام بالدستور اللبناني وقد ساهمنا في هذا الأمر مؤخرا في إشكال خلدة، وتعاني العشائر مثل غيرها من المواطنين وربما أكثر، بسبب الوضع الإقتصادي والتعنت السلطوي والحكم الجائر، وكما ذكرت فهي موجودة في كافة الطوائف وقد اجتمعنا مع الكثير من العشائر في كافة المناطق اللبنانية لتوحيد الصفوف، ومساعدة العائلات التي تعاني الأمرين وسط هذه الفاقة الإقتصادية".

وأشار الأسعد إلى أن "القسم الأكبر من عشائر وادي خالد تم تجنيسها بالجنسية اللبنانية في العام 1994، وقد سقط سهوا العديد من العائلات، وما زالوا حتى الآن (قيد الدرس) فقد تجد أخوين من نفس العائلة أحدهما لبنانيا والآخر بدون جنسية، أو أبناء العم وهكذا دواليك".

وقال: "كنت أعمل في مكتب خدماتي، وقد تركت وظيفتي منذ أشهر، وحاليا ليس لدي مدخول منتظم، كوني أعمل في منشر حجر خاص بالعائلة، والحمدلله لا زلت قادرا على تأمين عائلتي، وحاليا أحاول التعاون مع أفراد من العشائر الأخرى، بهدف التعاضد والتكافل وإصلاح ذات البين، والتواصل بينها سواء في لبنان أو البلاد العربية في سوريا والعراق واليمن والأردن، وكعضو في المجلس المركزي لشيوخ العشائر العراقية والعربية في لبنان كان هناك لقاءات عدة مع اتحاد السلام للقبائل العربية وبالتحديد الشيخ نور الخزاعي من العراق، وممثلين لقبائل عربية أخرى، ومع تكامل العشائر مع عائلاتها وأفخاذها وقبائلها في الدول العربية، فإنها في صلب الوطنية متكاملة مع حقوق الوطن والمواطن، وكنا من السباقين في النزول إلى ساحات الثورة، فمطالب الثورة تمثل واقعنا وما نعيش فيه من حرمان وظلم وسط سلطة فاسدة، وتهميش في الخدمات للمناطق الحدودية، فأقرب مستشفى هي مستشفى السلام في القبيات وهي مستشفى خاص، تبعد ساعة عنا، وقد تواصلت مع وزير الصحة السابق جميل جبق، وقدمت قطعة أرض مساحتها 30 ألف متر كصدقة جارية عني وعن عائلتي وعن روح أجدادي، وبهدف إنشاء مستشفى حكومي في البلدة، تخدمها والمناطق المحيطة، ولكن هناك عراقيل".

الثورة

ولفت الشيخ الأسعد إلى وسائل قمع اتبعت خلال الثورة، حيث ارتفعت قيمة بدل المواصلات في الفانات إلى بيروت من 15 ألف ليرة إلى 60 ألف ليرة، وقال: "يحاولون منعنا من المطالبة بحقوقنا بكل الوسائل".

وأضاف: "المياه لا تصل إلى منزلي، وأدفع أسبوعيا 80 ألف ليرة بدل مياه، وليس ذلك فحسب، فالكهرباء مقطوعة لساعات طويلة ولا تأتي إلا لماما، وللمفارقة فبعد الثورة كانت تأتينا لأكثر من 15 ساعة يوميا، وحاليا لا تتجاوز الساعتين أو الثلاثة، وهناك تقنين على المولدات الكهربائية أيضا، إذ يوصلونها مساء"، وبالفعل وخلال تواجدنا في منزل الشيخ لأكثر من 4 ساعات لم تكن هناك كهرباء.

وعن دور المنطقة في الإنتخابات الأخيرة، قال الشيخ الأسعد: "تنوعت توجهات الأهالي، وتوزعت على الأفرقاء السياسيين، وعلى الرغم من أن هذا الأمر تعبير عن التنوع والحرية التي يتمتع فيها مجتمعنا، إلا أن هذا أدى إلى عدم تمكنا من توفير نوع من الضغط الوازن في الإنتخابات حيث لدينا حوالي 12 ألف ناخب في وادي خالد والجوار، وهدفنا حاليا، توحيد الإتجاه للحصول على حقوقنا المحقة ومكتسباتنا ككل لبناني، وبالإجمال يوجد لدينا في المنطقة حوالي 100 ألف ناخب بين وادي خالد ومشتى حمود ومشتى حسن وغيرها".

وعن موارد المال في القرية أجاب: "لدينا نسبة قليلة من موظفي الدولة، وهناك 4 مناشر حجر البازلت التي تكاد تكفي بعض العائلات، والكثير من الشباب يذهبون إلى المدن الكبيرة وخصوصا العاصمة للعمل في المطاعم وغيرها، والزراعة الشتوية خصوصا القمح في سهل البقيعة، وهناك الكثير من العائلات تعاني من الفقر المدقع، وتعيش على المساعدات، من بعض الجمعيات أو الأفراد وعلى سبيل المثال الإعلامية هدى كرباج التي قامت بتوفير الكثير من المساعدات المادية والعينية، فالثورة كشفت المستور من جهة من التعاضد بين أفراد الشعب الواحد ومن جهة ثانية تعرية هذه الطبقة السياسية لناحية الأزمة الإقتصادية وكورونا، فقد همشتنا السلطة كمنطقة حدودية ولا تعدل معنا في الخدمات، فأبناء القرى الحدودية دوما في الصفوف الأمامية للدفاع عن الوطن وكأنها لا تعتبرنا كشريك أساسي في المواطنة، فلماذا تغييب شهداء المقاومة الوطنية اللبنانية وأولادنا وشهداؤنا في الجيش، فنحن دائما ندفع فاتورة الدم، وللإنتخابات فقط وملء كراسيهم، بينما نحن في الصف الأخير لجهة الخدمات، وحاليا نسعى أيضا للتشبيك والتواصل مع آخرين على امتداد الوطن وأنشأنا تيار الإعتدال الوطني، وهدفنا وطن حقيقي يرعى أبناءه جميعا سواسية في الحقوق والواجبات".

وختم الأسعد: "هدفنا تطبيق الدستور اللذي لم يتم تطبيقه، فقد تم العمل بالعرف لا بالدستور، والإلتزام بالثورة ومطالبها المعيشية الحقيقية، وعدم الإرتباط بالدول الخارجية، وتطبيق العدالة الإجتماعية والوطنية بين كل مكونات المجتمع اللبناني، ونحن مع كل لبناني وقيادي لبناء الوطن ورفع الظلم عن الجميع ، فالوجع واحد وعلى الجميع".

حمد: ثالث أكبر بلدية في عكار

وفي حديث لموقعنا "إليسار نيوز" أشار رئيس بلدية وادي خالد هيثم حمد إلى أن "منطقة وادي خالد التي تمتد من خط البترون للنفط وحتى الحدود السورية، وهي ثالث أكبر بلدية في عكار، وتضم 11 قرية، وعلى الرغم من كل هذا تعاني من إهمال الدولة، فالخدمات متدنية، ونسبة التوظيف في الدولة لا تتعدى 10 بالمئة في السلك العسكري وموظفين في الدولة والمدارس الرسمية وباقي السكان يعملون بأعمال حرة وسائقين وعمال في بيروت، وشغلت مركز رئاسة البلدية في هذه الدورة وهي الثانية بعد استحداث بلدية وادي خالد في العام 2013، وعدد أعضاء المجلس البلدي 18 عضوا، وستة مخاتير"، وأضاف: "كانت تأتينا مخصصاتنا والتي هي غير كافية من الصندوق البلدي المستقل حتى العام 2018، وقد وقع وزير المال المخصصات ولكن ننتظر حتى يفرج عنها لاستكمال ما بدأنا، وقد تمكنا حتى الآن من إنجاز حوالي 90 بالمئة من شبكة الصرف الصحي ومعظم شبكة المياه، والطرقات في البلدة مقبولة إلى حد كبير، لكن للأسف لا إيرادات للبلدية أسوة بالبلديات الأخرى من مسقفات أو المنشآت الصناعية، لدينا عدد من مناشير الحجارة التي تكاد لا تكفي للمصاريف لأصحابها والعمال".

لقمة العيش مرادفة للسلام

ولفت حمد إلى أنه "على الدولة النظر إلى منطقتنا، والمساعدة في استكمال البنى التحتية، وتأمين الوظائف للناس، حيث نعاني من البطالة المرتفعة للغاية، فتأمين لقمة العيش للناس مرادفة لمفهوم السلام، حيث لدينا الكثيرين من حاملي الإجازات لكن دون عمل"، وعند سؤاله عن الوضع البيئي في المنطقة قال حمد: "البيئة والمياه لدينا نظيفة، وينشأ النهر الكبير من بلدة وادي خالد، ويعتمد السكان على مياه الشرب من نبع الصفا والآبار الإرتوازية، إلا أن كلفة رفع النفايات على البلدية، التي ننقلها إلى مكب سرار، إلا أن المنطقة بحاجة لإكمال مشروع الصرف الصحي واستحداث حدائق عامة وملاعب ودور ثقافة وقاعة مناسبات وأمور كثيرة توجد في معظم القرى وتفتقدها قريتنا".

وعن الوضع الإجتماعي أشار إلى أنه "منذ 1994 حصل العديد من السكان على الهوية اللبنانية التي يستحقونها، إلا أن هناك من عدد من الأفراد من ذات العائلة لم يستطيعوا الحصول عليها، من جهتي مثلا فنحن لدينا الجنسية منذ أيام سفر برلك أي منذ العام 1938، بالمقابل بعض أبناء عمومتي ليس لديهم الجنسية اللبنانية، وهذه مشكلة أخرى من المشاكل في المنطقة".

التربية والتعليم والصحة

وعن التربية والتعليم والصحة، قال حمد: "في القرية حوالي 25 ألف نسمة وهناك مدرستين ثانويتين و8 مدارس متوسطة وجميعها رسمية، ولدينا بعض المراكز الطبية وهي مستوصفات خاصة وبسعر رمزي تعطي الأدوية مقابل 5 وحتى 10 آلاف ليرة، كما أن لدينا مركزا لأطباء بلا حدود، وللأسف سيقفل مع نهاية هذا العام، وحاولنا أن نؤجل هذا الأمر، ولكن لا مناص بسبب عدم وجود دعم، وبالتالي فعلى المرضى وخصوصا في أزمة كورونا، المعالجة في مستشفى حلبا العام الذي يبعد حوالي ساعة، وحاليا لدينا 4 حالات كورونا، وبسبب المسافة بين المنازل، فقد بقي المرضى في حالة حجر في منازلهم ولم يتطلب أي منهم عناية طبية"، لافتا إلى أن "هناك مشروع لمستشفى كويتي تم بناءه ولكن ينقصه التجهيزات، وقد توقف المشروع حاليا، على أمل استكماله بأقرب وقت ليخدم المنطقة".

فخر الدين

كانت فكرة زيارة الشيخ الأسعد قد اقترحها علينا الناشط الإجتماعي والكاتب علي فخر الدين، بحكم العلاقة الوثيقة بينهما فيما يخص العشائر في الهرمل مثل المقدار وعلوه " وزعيتر وغيرها مع قبائل عرب وادي خالد، ولجهة الإضاءة على الوضع المعيشي في المنطقة، وفي مناطق عدة من لبنان، كما وبعد اقتراح، من الناشط في "درب عكار حاتم الفحل اختتمنا الجولة الميدانية، بزيارة لمجموعة "درب عكار" لتكون فاتحة لتعاون بين مجموعة درب عكار ورابطة أبناء الهرمل شبان وشابات، في المجالات التنموية المختلفة، ولا سيما البيئية، للمساهمة في تبادل الخبرات والأفكار في المجال البيئي وخصوصا لما تتميز به الهرمل من أنظمة طبيعية فريدة، فهي تشمل النظام الجبلي ضمن سلسلة الجبال الشرقية، ومنطقة نهر العاصي وتنوع بيولوجي نهري، بالإضافة إلى أنها المنطقة الوحيدة في لبنان التي تحتوي نظام صحراوي، على أمل أن ينجم عن هذا التشبيك، انصهار وطني من باب البيئة التي لو تم الإعتناء بها وإنقاذها من التعديات، فهي المدخل لإنقاذ الوطن والأجيال القادمة.

الفحل: درب أكروم ودرب عكار

أما حاتم الفحل من مجموعة "درب عكار"، فهو ناشط بيئي بدأ العمل في دروب المشي منذ سنوات بشكل منفرد، ثم عمل مع شباب بلدته على أن تأسيس درب "جبل أكروم" والمشي في الطبيعة مع شباب وشابات الجبل من كل الاعمار، حتى التقى بمؤسس "درب عكار" خالد طالب وتعارفا وتم الاتفاق على توحيد العمل والانطلاق سويا في عكار.

ومنطقة أكروم او جبل أكروم، وهي سلسلة جبلية تتألف من سبع قرى، فيها 5 بلديات واتحاد بلدي  و9 مخاتير، تربطها بوادي خالد حدود تمتد من بلدة المونسة حتى جرمنايا في السهله.

وأشار الفحل إلى أن "جبل أكروم يختلف عن وادي خالد بنسبة موظفيه في القطاع العام حيث قد يصل الى أكثر من نصف عدد شبابه، سكن اهله قديما المدن بسبب قساوة شتائه وبهدف تعليم أبنائهم الذين امتازوا عن باقي الجوار باستلامهم لكثير من الوظائف العامة في الدولة وخارجها، كما ان عددا ليس بقليل من أبنائه اختار الدراسة والعمل في دول الاغتراب العربية والغربية والذين اصبحوا مصدرا ممولا لعائلاتهم في الداخل".

أما عن علاقته بالشيخ سليمان، فالعلاقة قديمة ومنذ سنوات بحكم قرابة الجوار والمعارف، وان الزيارات بينهما لم تتوقف ابدا وهي مستمرة سواء من خلال العمل الانساني او من خلال مواقفهما لجهة الثورة/ وكذلك التنسيق بينهما قدر المستطاع وكل في قطاعه للحفاظ على البيئة والطبيعة الجميلة التي تمتاز فيها مناطقهما بشكل خاص وعكار بشكل عام، فضلا عن النشاط الإنساني خلال الأزمة الإقتصادية وأزمة كورونا.

ختاما، ومما سبق، وأمام هذه الصورة التي نقلناها بأمانة، عن الوضع في هذه المنطقة، وما تعانيه بصورة مضاعفة من حرمان، ويشبهها مناطق عدة في لبنان، نجد أن هذه السلطة التي أمعنت في تسويفها ومماطلتها في التنمية المستدامة في كافة المجالات، ارتضت أن يظل اللبنانيون بلا مياه ولا كهرباء، وتحت خط الفقر والحاجة، وتحت رحمة نواب المنطقة الذين لا يحركون ساكنا لنجدة أهلهم ومتابعة أحوالهم، لجهة الطبابة والحالات الإجتماعية، وغيرها من المستلزمات الحياتية الأساسية، فكيف تبنى دولة وسلاما وكرامة لمواطن يتعفف وهو يكافح لنيل لقمته ودوائه، بينما للمفارقة لا زال أفراد السلطة يقتسمون الحصص بجهارة ويوزعون الفتات على مريديهم وحاشيتهم وتابعيهم!

 

 







مقالات ذات صلة