إنخفاض انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون في العالم في عام 2020 بسبب الوباء!

مشاركة


البيئة تلوث

سوزان أبو سعيد ضو

أظهرت أرقام أولية لدراسة جديدة انخفاض انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون  carbon dioxide هذا العام بنسبة سبعة بالمئة، وهو أكبر انخفاض على الإطلاق، وأرجعت الدراسة ذلك إلى السياسات الحكومية والإجراءات الوقائية المتخذة من قبل معظم الحكومات في كافة أنحاء العالم، ونتيجة التزام غالبية البشر بالبقاء في المنزل، وتوقُّف حركة الانتقالات بين الدول نتيجة إغلاق الحدود لمنع انتشار "كوفيد-19، وكذلك تأثبر هذا على معدلات الطلب على الطاقة على الصعيد العالمي.

ووفقا لمشروع الكربون العالمي، وهو مجموعة موثوقة من عشرات العلماء الدوليين الذين يتتبعون هذه الانبعاثات، أن العالم سيكون قد وضع 34 مليار طن متري من ثاني أوكسيد الكربون في الهواء في عام 2020.

إلا أن هذا الرقم قد انخفض من 36.4 مليار طن متري في العام 2019، وفقًا لدراسة نُشرت أمس في مجلة Earth System Science Data، ويقول العلماء إن هذا الانخفاض يرجع أساسًا إلى بقاء الناس في المنزل، حيث يتنقلون أقل بالسيارة والطائرة، ومن المتوقع أن تقفز الانبعاثات مرة أخرى. بعد انتهاء الوباء.

ويشكل النقل البري حوالي خمس انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون، الغاز الرئيسي الذي يصنعه الإنسان ويساهم بالإنبعاثات والإنحباس المناخي.

وقالت كورين ليكوير Corinne LeQuere، وهي عالمة مناخ من جامعة إيست أنجليا East Anglia في المملكة المتحدة، وهي مؤلفة مشاركة في الدراسة: "بالطبع، ليس الإغلاق على الإطلاق السبيل للتعامل مع تغير المناخ".

وقد توقعت نفس المجموعة من العلماء قبل أشهر انخفاضا في الانبعاثات بنسبة أربعة بالمئة إلى سبعة بالمئة، اعتمادًا على تطور COVID-19 وقالت ليكوير: "إن موجة ثانية من فيروس كورونا وتخفيضات السفر المستمرة دفعت الانخفاض إلى سبعة بالمئة".

European parliament votes to cut carbon dioxide emissions

وقد انخفضت الإنبعاثات بنسبة 12 بالمئة في الولايات المتحدة و 11 بالمئة في أوروبا، ولكن فقط 1.7 بالمئة في الصين. ويرجع ذلك إلى أن الصين كان لديها إغلاق سابق ولكن لم تحصل فيها موجة ثانية من الوباء، كما أن انبعاثات الصين تعتمد على الصناعة أكثر من البلدان الأخرى، كما أن صناعتها كانت أقل تأثراً من النقل.

وقد أشاد علماء لم يشاركوا بالدراسة بالأرقام - التي تستند إلى تقارير تفصيلية عن استخدام الطاقة والإنتاج الصناعي وحسابات التنقل اليومية - لكونها دقيقة.

وحتى مع الانخفاض في عام 2020، يطلق العالم في المتوسط ​​1075 طنًا متريًا من ثاني أوكسيد الكربون في الهواء كل ثانية.

كما وتظهر الأرقام النهائية لعام 2019 المنشورة في نفس الدراسة أنه من 2018 إلى 2019، زادت انبعاثات الغاز الرئيسي الذي يصنعه الإنسان للاحتباس الحراري بنسبة 0.1 بالمئة فقط، وهي نسبة أقل بكثير من القفزات السنوية التي بلغت حوالي ثلاثة بالمئة قبل عقد أو عقدين.

وقالت ليكوير إنه "حتى مع توقع ارتفاع الانبعاثات بعد الوباء، يتساءل العلماء عما إذا كان عام 2019 سيكون ذروة التلوث الكربوني".

وقال مدير التنمية في الأمم المتحدة أخيم شتاينر "نحن بالتأكيد قريبون جدًا من ذروة الإنبعاثات، إذا استطعنا الحفاظ على تماسك المجتمع العالمي".

يعتقد كريس فيلد، مدير معهد ستانفورد وودز للبيئة، أن الإنبعاثات ستزداد بعد الوباء، لكنه قال "أنا متفائل بأننا تعلمنا، كمجتمع، بعض الدروس التي قد تساعد في تقليل الإنبعاثات في المستقبل"، مضيفا: "على سبيل المثال، نظرًا لأن الناس يجيدون العمل عن بُعد لبضعة أيام في الأسبوع أو يدركون أنهم لا يحتاجون إلى الكثير من رحلات العمل، فقد نشهد انخفاضًا في الإنبعاثات المستقبلية المرتبطة بالسلوك الإنساني عامة".

بتصرف عن الأسوشييتد برس







مقالات ذات صلة