صور مدهشة لمالك الحزين ممسكا بأفعى... فماذا عن لبنان؟
سوزان أبو سعيد ضو
تم تناقل صور مدهشة التقطها أحد الناشطين ونشرها على صفحات عدة على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك" لطائر مالك الحزين أسود الرأسBlack-headed Heron ويسمى أيضا بالـ "بلشون" ممسكا بأفعى Brown Water Snake ليتناولها في محمية Rietvlei Nature Reserve الطبيعية في جنوب أفريقيا.
ويعتبر هذا الطائر من ضمن طيور عدة تمر في بلادنا خلال هجرتها، وقد تم توثيقه في مناطق عدة في لبنان، ومن هذه المشاهدات مؤخرا في بلدة المنصورة في البقاع الغربي، وتساهم هذه الطيور بالقضاء على القوارض والآفات الزراعية والزواحف حيث تشكل جزءا من نظام غذائها وتساهم بالحد من تكاثر هذه الآفات وأعدادها، وللأسف يتم اصطيادها وبصورة عشوائية.
ولا زالت المجزرة التي طاولت طائر الكركي في أذهان الناشطين وكثير من الناس، عدا عن المجازر المتفرقة التي تطاول اللقلق والبجع والطيور الجارحة وغيرها، وهذه الطيور بالذات تقتات على الزواحف والقوارض والآفات الزراعية، ولا ننسى التعديات التي تطاول طائر البوم وطيور عدة، سواء بقتله بدم بارد، أو سرقة الفراخ لبيعها في الأسواق، حيث تنتهي معظمها نافقة بعد حين، كون الحيوان البري، من الصعب تدجينه أو تحويله إلى طائر أليف، خصوصا أن لا عناية طبية له أو بنوعية غذائه، فما الهدف من اقتنائه ضمن قفص ومداه الأفق الرحب.
بالمقابل، يمارس الصيادون في لبنان، أبشع المجازر بحق الطيور المهاجرة، وبصورة عشوائية، سواء الطيور الكبيرة والجارحة أو الصغيرة مثل السمن وغيرها، فمن صيد الليل، الذي يخدع الطيور بواسطة إضاءة ليلية أو بالليزر، نحو شجرة مضاءة مع آلات تسجيل لأصوات طيور معينة، وخلفها حائط حيث تصطدم فيه لتنفق مباشرة أو يتم الإمساك بها وقتلها، خنقا أو ذبحا لا مهم، ما دام الزبون حاضرا وهو المستهلك، أي أنت أيها القارئ، حيث تدفع الأموال لشرائها من برادات السوبرماركت أو المخازن الغذائية الكبرى، أو من المطاعم، وهو ما يتم المطالبة به عبر ناشطين وجمعيات خاصة بالرفق بالحيوان ليتم منعه بصورة جذرية، أو يتم صيدها بإطلاق النار عليها مباشرة، إشباعا لغريزة لا يمكن وصفها إلا بالدموية الشيطانية، فما المتعة بخداع طائر ضعيف وصيده بهذه الطريقة.
كما لا يجب أن ننسى الدبق، الذي يمسك بالطيور المختلفة ومنها الحسون، وقد أشار الناشط في مجال الرفق بالحيوان روجيه سعد إلى أنه "تقريبا لا وجود لطائر الحسون البري في لبنان، حيث طاولته التعديات بصورة غير مسبوقة، ويتم الإمساك بفراخه، ليتم بيعها في الأسواق"، لافتا إلى أن الناشطين وقوى الأمن الداخلي تتابع القبض على المتاجرين بهذه الطيور وإطلاقها نحو البرية.
وبالعودة إلى طائر مالك الحزين، فقد أكد الناشط البيئي والخبير في مجال الطيور الدكتور ميشال صوان أن "أنواع عدة من طائر مالك الحزين أو البلشون تهاجر عبر لبنان، وللأسف يتم اصطياده إن تم رصده نهارا، ولكن يتم صيدها ليلا في معظم الأوقات"، والصيد خلال الليل هو أمر مخالف لقانون الصيد البري وبكافة أنواعه، ولكن هل ثمة من يحاسب؟
بكل الأحوال، فلا تقتصر المجازر على لبنان فحسب، بل لدى جيراننا، في قبرص وسوريا ومصر والعراق، ناهيك عن المتاجرة بالحياة البرية العالمية وبالمعظم فهي غير شرعية، وحبسها في مستوعبات وأقفاص ذات مسافات محدودة، وهنا لا بد من الإشارة إلى دور الناشطين وجمعيات في مجال الرفق بالحيوان وقوى الأمن الداخلي مؤخرا بالقبض على مجموعة كانت تحاول بيع تمساح وأفاعي وسمكة قرش وغيرها من الحيوانات البرية.
ما أجمل أن يتم الصيد بواسطة عدسة الكاميرا، وهو ما يتجه إليه العديد مؤخرا، حيث يغنون البصر والمخيلة بأجمل الصور... عزيزي القارئ هي دعوة للطبيعة، دعوة للنشاط، ولالتقاط الصور الأروع... بعيدا عن الدموية والتسبب بالأذى والألم لمخلوقات تحاول تحاشينا والإبتعاد عنا وليس ذلك فحسب، تعين مع المزارع والطبيعة بمكافحة الآفات المختلفة.