"إليسار نيوز" Elissar News
وسط الأزمة الإقتصادية التي طاولت المنطقة، وخصوصا الجارين سوريا ولبنان، أصبحت كلفة المواد الغذائية إلى ارتفاع، ما دفع الناس لمجالات عدة بهدف توفير لقمة العيش لهم ولعائلاتهم، فالعديد اتجه للزراعة والصيد البري والبحري وخلافه، أو حدوا من الأصناف على موائد طعامهم وبالميزانية الدنيا، وهو ما تسبب بوفاة عدة أشخاص في سوريا بعد تناولهم سمك رخيص تبين بعدها أنه سمكة البالون السامة للغاية، والتي تعرف أيضا بالمنفاخ أو الأرنب وباللهجة المحلية النفيخة، وتسمى الفوغو Fugu في اليابان "الفوغو" وللمفارقة، تعد هذه السمكة من أفخم الأطباق في اليابان، لذا فهناك مزارع لإكثارها.
وقد وصلت هذه السمكة إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط، بعد افتتاح قناة السويس، وغدت سمكة غازية، تجتاح الشواطئ وتتميز بأنها قادرة على نفخ جسمها كالبالون ومن هنا جاءت التسمية، وهي نهمة للغاية وشرسة، تأكل الأسماك الأخرى والأحياء البحرية المختلفة، وسم هذه السمكة قاتل ويسمى tetrodotoxin، ولا ترياق له، وهو أقوى من سم الزرنيخ بمئات المرات، ويتسبب بشلل في الأعصاب بشكل تدريجي وصولا إلى الوفاة.
وقد سجلت في الساعات الماضية حالتي وفاة، فقد تسبب تناول هذه السمكة بتسمم عائلة في اللاذقية مكونة من سبعة أفراد، بعد تناولها هذا النوع من الأسماك مع تم نقلهم إلى المستشفى، إلا أن أحدها وهي طفلة لم تتمكن من النجاة، كما وتوفي رجل وأصيبت زوجته بالتسمم في طرطوس السبت الماضي بعد تناولهم السمكة، كما وأعلنت مديرية الصحة في المحافظة عن إصابة رجل ثالث ويخضع لعلاج مكثف، وقد تسببت السمكة بحالات تسمم عدة في سوريا، بعد عرضها بثمن بخس على شكل شرائح فيليه.
أما في اليابان، فهناك مطاعم متخصصة تقدم الفوغو، يحضر على أيدي طهاة متمرسين، يخضعون لتدريب لسنوات، وينالون شهادات من الدولة، وهو يعتبر من الأطباق الفخمة التي يقبل عليها اليابانيون والسياح على حد سواء، وقد بدأ اليابانيون باستزراع هذه الأسماك وتوفير نظام غذائي خاص لها بصورة لا تنتج السموم، التي تنتشر عادة في الطبيعة في كافة أجزاء السمكة ولكنها تتركز في الكبد والمبايض والجلد، أي في معظم أجزائها.