الزنك معدن هام للمناعة... ولكن هل يفيد في حالة الوباء!
سوزان أبو سعيد ضو
الزنك هو نوع من المعادن، ولكنه مهم للإنسان، فهو من المعادن "النزرة" Trace element أي التي يحتاجها الجسم في العمليات الحيوية بكميات قليلة، وهو ثاني أهم معدن من المعادن النزرة بعد الحديد، وله دور فيسيولوجي هام في مجال المناعة، وقد شاع استعماله مؤخرا للوقاية وعلاج فيروس كورونا، فهل يفيد في الوقاية وعلاج وباء كوفيد - 19.
دور حيوي
للزينك دور هام في عمل أكثر من 200 إنزيم، فضلا عن دوره في إنتاج البروتينات والأحماض النووية (المادة الوراثية للخلايا)، وهو مهم لعمل الجهاز المناعي. كما أن الزنك مهم أيضًا لوظيفة الأيض Metabolism ومنها عمل هرمون الغدة الدرقية ودعم عمل هورمون الإنسولين لجهة استهلاك الكربوهيدرات، وفي سن الطفولة للمساهمة في نمو سليم، لالتئام وشفاء الجروح والحروق، ولحاستي التذوق والشم، كما أنه هام لتطور الأعضاء التناسلية، وعمل البروستات لدى الرجال ودور في مجالات عدة.
ويستعمل الزنك ومركباته في العديد من المراهم والكريمات المعدّة لمعالجة العديد من مشاكل الجلد، وفي الحالات المرضية مثل البواسير (Piles ، Hemorrhoids).
الكميات الموصى بها
يعتبر تناول الزنك بكميات كافية أمرًا مهمًا بشكل خاص للأطفال، لأن نقص الزنك البسيط يمكن أن يعيق النمو، ويزيد من خطر الإصابة بالعدوى، ويزيد من خطر الإصابة بالإسهال وأمراض الجهاز التنفسي.
وتتراوح الكمية الموصى بها للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 1-8 سنوات من 3-5 ملليغرام، وتزداد الكمية مع تقدم الطفل في العمر.
و يحتاج الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و 13 عامًا إلى 8 ملليغرام من الزنك يوميًا، بعد سن 14 عامًا ، تزداد الحاجة إلى 11 ملليغرام يوميًا وهي الكمية المطلوبة لجميع الذكور البالغين.
بالنسبة للإناث فوق سن 8 ، تبقى الكمية المطلوبة ثابتة عند 8 ملليغرام يوميًا ، باستثناء الفئة العمرية 14-18 عامًا ، حيث تزداد التوصية إلى 9 ملليغرام يوميًا، بينما تزداد حاجة النساء الحوامل والمرضعات إلى الزنك بمعدل 11-13 ملليغرام في اليوم ، حسب العمر.
مصادر الزنك الطبيعية
أفضل مصادر الزنك هي البقوليات واللحوم الحيوانية والمكسرات والأسماك والمأكولات البحرية الأخرى وحبوب الحبوب الكاملة ومنتجات الألبان والتوفو (مصنوع من فول الصويا كبديل لمننجات الألبان)، كما ويضاف الزنك إلى بعض حبوب الإفطار والأطعمة المدعمة الأخرى.
قد يتطلب النباتيون ما يصل إلى 50 بالمئة أكثر من الكمية الموصى بها من الزنك بسبب انخفاض التوافر البيولوجي للزنك من الأطعمة النباتية.
وتتوفر مكملات الزنك أيضًا على شكل كبسولات وأقراص. ومع ذلك ، فإن الحد الأعلى المسموح به للزنك هو 40 ملليغرام للذكور والإناث فوق 18 عامًا.
لقد ثبت مرارًا وتكرارًا أن عزل بعض العناصر الغذائية في شكل مكمل لن يوفر نفس الفوائد الصحية مثل استهلاك المغذيات من طعام كامل، فمن المهم التركيز أولاً على الحصول على متطلباتك اليومية من الزنك من الأطعمة ، ثم استخدم المكملات الغذائية كاحتياط إذا لزم الأمر.
عادة ، يكون نقص الزنك بسبب عدم كفاية تواجده في النظام الغذائي، ومع ذلك ، قد يكون أيضًا بسبب سوء الامتصاص والأمراض المزمنة مثل السكري والأورام الخبيثة (السرطان) وأمراض الكبد ومرض الخلايا المنجلية.
نقص الزنك
تشمل علامات نقص الزنك ما يلي: فقدان الشهية، فقر دم، بطء التئام الجروح، الأمراض الجلدية مثل حب الشباب أو الأكزيما، طعم ورائحة غير طبيعية، نمو منخفض، تغير في الإدراك، الاكتئاب (مطلوب مزيد من البحث)، إسهال، تساقط شعر، كما قد يزيد نقص الزنك أثناء الحمل من فرص الولادة الصعبة أو المطولة.
الاحتياطات
للزنك العديد من الفوائد الصحية ، لكن الإفراط في تناوله يمكن أن يكون ضارًا. قد تشمل الآثار الضارة لتناول كميات كبيرة من الزنك ما يلي: غثيان، التقيؤ، فقدان الشهية، أوجاع المعدة، الصداع، إسهال، ووفقا لمايو كلينك يؤدي تناول الزنك بكميات كبيرة إلى التسمم كما ويمكن أن يثبط الزنك الزائد امتصاص النحاس، وفقر الدم وتلف الجهاز العصبي، وفقًا لدراسة نشرت في Biological Trace Element Research.، وهناك أيضًا بعض الأدلة على أن زيادة مستويات الزنك في الجسم قد تلعب دورًا في تكوين حصوات الكلى. تجري الأبحاث حول هذا وغيره من الفوائد الصحية للزنك الآن ، لكننا نعرف منذ عقود أن الزنك مهم للصحة الجيدة.
الزنك وكوفيد–19
ليس هناك أدلة حاسمة على فعالية الزنك في مجال كوفيد-19، ووفقا لمايو كلينك فإن تناول الزنك ساهم بالوقاية وتقصير فترة الإصابة بنزلات البرد، وأكد موقع مايوكلينيك أن لا علاج حالي لهذا الوباء، بالمقابل تقدم مجموعة من العلماء بدراسة في موقع medrxiv وهو موقع لدراسات أولية لم يجر مقارنتها ومراجعتها من قبل الأقران أي العلماء الآخرين، وكانت النتائج غير حاسمة لجهة الوقاية والعلاج وتقليل فترة المرض، لذا قرر العلماء متابعة التجارب للتأكد من كافة النتائج.
من جهة ثانية نصحت دراسة أخرى بإدراج الزنك كمكون من مكونات النظام العلاجي أو الوقائي في العلاج الحالي لـ COVID-19 ، ذلك أن دور الزنك في الجسم يشير بقوة إلى إمكانية استخدامه في علاج COVID - 19، ربما من خلال تعزيز مضادات الأكسدة الكلية،علاوة على ذلك، فإن التأثير المناعي للزنك يكون ذا فوائد كبيرة للمرضى الذين يعانون من عوارض مرضية مزمنة مشتركة والذين يعانون من حالات طبية أساسية خطيرة، وأنه من المثير للاهتمام، أن مكملات الزنك قد تقلل من تعبير الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2 (ACE-2) ، وبالتالي الدخول الفيروسي إلى الخلية المضيفة. لذلك ، كلما زاد تركيز الزنك ، انخفض نشاط ودخول السارس - CoV - 2 إلى الخلية المضيفة. وبالتالي ، يمكن أن تكون مكملات الزنك ذات فائدة محتملة للتخفيف من COVID - 19 ، وأن تلعب مكملات الزنك أدوارًا مهمة في مكافحة COVID - 19 كمعزز للمناعة بالأدوية المضادة للفيروسات وكمواد مساعدة مع اللقاحات الحديثة لعلاج وباء COVID - 19 ، ونصحت الدراسة بضرورة إجراء البحث حول العمل المثبط لمكملات الزنك بالوقاية من التسبب في مرض السارس - CoV - 2 لجميع الأعمار والأعراق والجنس عولى وجه السرعة كنظام بديل مضاد للالتهابات والمناعة ضد وباء COVID - 19 الحالي، كماوقد وجدت دراسة أخرى أن مركبات الزنك تمنع تكاثر هذا الفيروس في المختبر وتثبطه، وبالتالي، فإن جميع الدراسات السابقة لم تثبت فعالية الزينك، ولكنها أشارت إلى أن استخدامه قد يدعم النظام المناعي وقد يساهم في الوقاية وعلاج الأمراض الفيروسية بشكل عام.