تعرّف إلى لقاحات الوباء الثمانية المرخصة
سوزان أبو سعيد ضو
مفاجآت الوباء الغامض مستمرة، وقد يكون من الصعب أن نظل متفائلين بأننا سنرى نهاية الوباء في أي وقت قريب، خصوصا بعد أن تم اكتشاف أكثر من نوع من العدوى، وبمتغيرات أو سلالات (فيروس متحور) عن فيروس الكورونا الأصلي SARS-CoV-2 - المتسبب بوباء COVID-19 والآخذة في الظهور في بلدان حول العالم، أضف إلى ذلك حقيقة أن العدد العالمي لحالات COVID-19 يقارب 100 مليون حالة، (حاليا وأثناء كتابة هذا المقال) 98,655,597 إصابة، و 2,113,171 حالة وفاة.
ومع ذلك، لم يتوقف العلماء عن العمل على تطوير اللقاحات، والتي تعتبر أساسية للسيطرة على انتشار فيروس كورونا الجديد على المدى الطويل.
في هذا المجال، نتابع ما يقوله الخبراء حول ما إذا كانت اللقاحات المرخصة حاليًا من المحتمل أن تحمينا من السلالات الجديدة لفيروس كورونا أو المعروف علميا بـ SARS-CoV-2.
كما ونقدم أيضًا لمحة عامة عن لقاح مرشح واعد قيد التجربة حاليًا، والذي احتل عناوين الصحف مؤخرًا.
في الوقت الحالي، هناك ثمانية لقاحات لـ COVID-19 مرخصة في بلدان حول العالم، وقد أوضح الخبراء مرارًا وتكرارًا أنه من أجل احتواء SARS-CoV-2 ومنع المزيد من تفشي فيروس كورونا في المستقبل، فإن للقاحات أهمية قصوى.
وقد تم توزيع 37,960,000 لقاحا حتى تاريخ 21 كانون الثاني (يناير) 2021، وتم تلقيح 17,546,374 شخص.
حتى الآن، حصل لقاح Pfizer-BioNTech، وهو لقاح mRNA، على ترخيص للاستخدام في 50 دولة، وتشمل هذه الولايات المتحدة الأميركية، والمملكة المتحدة، و27 دولة تشكل الاتحاد الأوروبي، كما من المتوقع أن تصل 2.1 مليون جرعة إلى لبنان بداية شهر شباط (فبراير).
يبدأ مفعول اللقاح بعد الجرعة الأولى بفترة وجيزة، وتصل نسبة فعاليته 95 بالمئة بعد سبعة أيام من الجرعة الثانية، أي أن أكثر من 95 من الأشخاص الذين يأخذون اللقاح يتمتعون بالحماية من الإصابة بمرض شديد ناتج عن الفيروس، وهو مخصص للأشخاص بعمر 16 سنة فأكثر. ويتطلب أخذ جرعتين يفصل بينهما 21 يومًا.
أما اللقاح الذي طورته شركة Moderna والمعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية (NIAID)، وهو أيضًا لقاح mRNA، مصرح به حاليًا في 36 دولة. وتشمل هذه الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وبلدان أخرى.
وقد أظهرت البيانات أن اللقاح فعال بمعدل 94.1 بالمئة وهو مخصص للأشخاص بعمر 18 سنة فأكثر، يتطلب هذا اللقاح جرعتين يفصل بينهما 28 يومًا.
Sputnik V، وهو لقاح فيروسي ناقل أي من نوع Non-replicating viral vectorطوره معهد الأبحاث الروسي Gamaleya، مصرح به في ثمانية بلدان: الجزائر، الأرجنتين، بيلاروسيا، بوليفيا، غينيا (بصورة تجريبية)، روسيا، صربيا، والضفة الغربية.
أما لقاح أوكسفورد أسترا زينيكا من نوع Adenovirus vaccine، فقد حصل على ترخيص في سبع دول، هذه هي الأرجنتين وجمهورية الدومينيكان والسلفادور والهند والمكسيك والمغرب والمملكة المتحدة.
اللقاحات الأخرى التي حصلت على تصريح في بعض البلدان هي:
Covishield، لقاح ضد الناقلات الفيروسية مصرح به في الهند، وهو الإسم الهندي للقاح أسترا زينيكا الذي تم تطويره في المملكة المتحدة.
Covaxin، وهو من نوع Inactivated vaccine لقاح مصرح به في الهند
لقاح Sinopharm، لقاح غير نشط أيضًا Inactivated vaccine، وهو مصرح به في ست دول، بما في ذلك الصين ومصر والإمارات العربية المتحدة
لقاح Sinovac، وهو أيضًا لقاح غير نشط Inactivated vaccine، مصرح به في الصين وإندونيسيا وتركيا
وفي هذا المجال، قال الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس - المدير العام لمنظمة الصحة العالمية (WHO) - في منتدى عالمي عُقد في 15 يناير 2021:
"إن تطوير واعتماد العديد من اللقاحات الآمنة والفعالة بعد أقل من عام من عزل هذا الفيروس وتسلسله هو إنجاز علمي مذهل."
لقاحات منافسة
على الرغم من أن بعض اللقاحات قد حصلت بالفعل على ترخيص الاستخدام في بلدان مختلفة، لا يزال هناك العديد من اللقاحات المرشحة التي تخضع حاليًا للتجارب السريرية.
هناك عدة لقاحات جونسون آند جونسون
تظهر بعض اللقاحات المرشحة في التجارب الأخيرة نتائج واعدة، وهناك إمكانية لتوفر المزيد من اللقاحات حول العالم بحلول نهاية عام 2021.
أفضل اللقاحات المنافسة هو لقاح طورته شركة الأدوية Johnson & Johnson يُعرف هذا اللقاح أيضًا باسم Janssen COVID-19.
يستخدم لقاح Johnson & Johnson الناقل الفيروسي التجريبي Non-replicating viral vector.
على عكس بعض اللقاحات التي حصلت بالفعل على ترخيص الاستخدام، تختبر الشركة هذا اللقاح المرشح كجرعة وحيدة ونظام جرعتين لإنشاء مناعة.
كان لقاح Janssen COVID-19 المُرشح يُظهر بعض الأمل في التجارب المبكرة، على الرغم من توقفها لفترة وجيزة في تشرين الأول (أكتوبر) 2020 بسبب إصابة أحد المشاركين في التجربة بـ "مرض غير معروف".
واستؤنفت التجارب منذ ذلك الحين، وقد أتاحت الشركة مؤخرًا النتائج المؤقتة من المرحلتين 1 و 2.
تشير هذه النتائج إلى أن اللقاح المرشح كان جيد التحمل من قبل المشاركين بشكل عام، مما يشير إلى أنه آمن، كما يبدو أن اللقاح المُرشح قد تسبب في حدوث استجابة مناعية لدى أولئك الذين تلقوها، مما يشير إلى أنه قد يكون فعالًا أيضًا ضد SARS-CoV-2.
ومن المتوقع أن تكون بيانات تجربة المرحلة الثالثة متاحة أيضًا بحلول نهاية شهر كانون الثاني (يناير)، وفقًا لبيان شركة Johnson & Johnson بمجرد توفر هذه البيانات، تأمل الشركة في تقديم طلب للحصول على إذن استخدام طارئ من إدارة الغذاء والدواء.
وفقًا لتقرير صدر مؤخرًا في صحيفة نيويورك تايمز، علق الدكتور بول ستوفيلز - كبير المسؤولين العلميين في شركة - بأنه "نأمل في وقت ما من شهر آذار (مارس) وستتمكن الشركة من المساهمة" في جهود التلقيح في الولايات المتحدة.