الصنارة

أزمة المحروقات مستمرة
إليانا عبود
لبنان أمام أزمة محروقات، وهذا ما كان متوقعا قبل ارتفاع أسعار النفط عالمياً بحدود الـ 20 بالمئة عقب الهجوم على منشآت آرامكو في المملكة العربية السعودية، لا سيما وأن الأزمة بدأت تطل برأسها مع شح الدولار الأميركي توازيا مع تقتير البنوك لعمليات صرفه تماشياً مع ضغوط يمارسها مصرف لبنان لحماية احتياطاته الأجنبية، وهذا الأمر كان وراء شراء موزعي المحروقات والمحطات أكثر من 60 بالمئة من حاجاتهم للعملة الأجنبية من الصرافين، الذين سرعان ما استغلوا ارتفاع الطلب على الدولار، ورفعوا سعره حتى قاربت قيمته الـ 1570 ليرة.
وعالميا، وصلت العقود الآجلة لخام برنت إلى 71.95 دولار للبرميل الواحد، وهو السعر الأعلى منذ العام 1991. لكن ما لبثت أن انخفضت ولو نسبيا، لكن تأثيرها سيكون قاسياً على الدول المستهلكة للنفط، ومن ضمنها لبنان.
ومع شح الدولار في السوق اللبنانية، لجأ الصرافون إلى تسعيره بنسب تفوق سعره الرسمي، وكان أن تدخلت وزارات الطاقة والاقتصاد والمال وكذلك مصرف لبنان. لكن دون الوصول إلى نتيجة، وهذا ما دفع قطاع المحروقات إلى تنفيذ إضراب ليوم واحد، يوم أمس الأربعاء، علما أن التحركات لن تتوقف وسط الحديث عن إضراب لمدة أربعة أيام خلال الاسبوع المقبل، خصوصا إذا لم تتمكن الجهات المعنية من توفير الدولار بسعره الرسمي، لتغطية الإستهلاك الفعلي من المحروقات.
وحتى الآن، لا جديد في هذا المجال، فيما اللبنانيون أمام أزمة أعادت تذكيرهم بسنوات الحرب، خصوصا وأنهم شاهدوا بالأمس خراطيم المحطات مرفوعة، علما أن كل المعطيات تشير حت الآن إلى أن أزمة المحروقات مستمرة.