الصنارة

17 تشرين الأول ... ميلاد جديد للبنان!


سوزان أبو سعيد ضو


استغرب عدد من قراء "إليسار نيوز" في الفترة الأخيرة، اهتمامنا بحراك المواطنين في الشوارع اللبنانية، ومتابعتنا عن كثب لكل التطورات السياسية أولا بأول، سواء على صفحة "إليسار نيوز" على موقع "فيسبوك"، أو المقالات العديدة التي تابعنا نشرها على الموقع ومنذ بداية هذه التحركات أي 17 تشرين الأول/أكتوبر 2019.


فقد كنا مع مجموعة من الناشطين البيئيين والإعلاميين في لبنان، نتابع ما يحصل من إرهاب بيئي وتعديات على الطبيعة، ومجازر بحق الحيوانات البرية، وغيرها في المجال البيئي، كما تم توثيق هذه الأمور بالصور والفيديوهات والمقالات، فضلا عن مبادرات أهل السلطة وتصريحاتهم المتتابعة حول البيئة في لبنان، وما قاموا وسيحاولون القيام به، لتصطدم معظم آمالنا بتحرك جدي وإيجابي من قبل السلطة، بإملاءات المنتفعين، وقد قمنا بكل هذه المتابعات، وعلى مدى سنة ونصف السنة في موقعنا "إليسار نيوز" وعلى مدى سنوات في مواقع أخرى، وما زلنا نتابع،  ولكن المشهد المليوني، والمطالب الشعبية المحقة، استأثرت باهتمامنا، كوننا اعتبرنا هذه الأمواج العفوية من اللبنانيين بغض النظر عن مناطقهم ومذاهبهم وأعمارهم وجنسهم، مخلصا لهذا الوطن بيئة واقتصادا وسياسة ومجتمعا وفي كافة المناحي.


فالأموال، يمكن تعويضها، بالمحاسبة والإقتصاص من السارقين، والفساد كما نأمل سيتم اجتزازه بقضاء نزيه ومستقل، والحكومة يمكن إعادة تشكيلها، ولا خوف من الفراغ في ظل النخب والمختصين اللبنانيين وفي كافة المجالات، وغيرها وغيرها... أما البيئة، بتنوعها الحيوي الضروري لبقائنا جميعا، وأزمة النفايات التي تم اجترارها على مدى سنوات مخربة هذا الوطن وبصورة غير مسبوقة، والأنهر والمصادر المائية بما يجري تخريبها بالتلوث والسدود العشوائية التي قضت على مئات الآلاف من الأشجار، والحرائق وعددها 103، والتي قضت على غطاء نباتي من أشجار معمرة سيتطلب الأمر عشرات من السنين لاستعادتها، والجبال فقد قضت عليها المقالع والكسارات، ومعها معظم ينابيعنا، وساهمت معامل الإسمنت الملوّثة في القضاء على كثير منها وسوتها بالأرض، كما قتلت نعم قتلت... خيرة شبابنا ومواطنينا لأمراض مزمنة كالسرطان وغيره، فضلا عن تلويث المياه الجوفية، وبإيعاز من مسؤولين ومعنيين، وأمثلة عدة لا تعد ولا تحصى، إلا أن وقت الحساب قد آن، فقد كنا الشهود على تخريب لا يمكن إصلاحه إلا بخلاصنا من نظام مهترئ عفن يعشش فيه الفساد والهدر والمحسوبية.


لا زلنا، على الرسالة البيئية التي تابعناها، وأضفنا إليها ميلادا جديدا، وبتاريخ 17 تشرين الأول 2019 لقسم إخباري ينتقي موادا وفق معايير موضوعية ومن مصادر موثوقة، وهو ميلاد ثورة لبنان الحقيقي والغد الأفضل للأجيال القادمة.


 



مشاركة




مقالات ذات صلة