الصنارة

حسين شلهوب وسناء الجندي... شهيدا كل لبنان!
سوزان أبو سعيد ضو
شهيدان جديدان ينضمان إلى شهداء لبنان الثلاثة، هم شهداء هذه السلطة الغاشمة التي أوصلت الناس إلى حافة الإحباط واليأس ليفترشوا الطرق والساحات ويقطعون الطرق على الناس... الشهيدان كانا من الممكن أن يكونا أي واحد منا، من أي منطقة أو فئة هما شخصان عاديان مثلي ومثلك، مرا على طريق غير مضاء، وليس هناك أي إشارة إلى العوائق، وإلى الحفر وغيرها التي تحفل بها طرق لبنان!
هما كل شخص منا، علق في هذه الفوضى التي أنتجتها سياسات وهندسات اقتصادية ومالية وهدر وفساد ومحسوبية سمحت باستنزاف الليرة والدولار وكل العملات من جيوب الشعب، وفي المقابل، يجلس المسؤولون في بيوتهم ومكاتبهم ومؤسساتهم يغردون، ويصرحون، عبر مواقع التواصل الإجتماعي، وعبر مواقع إعلامية، يصبون الزيت على النار لتزيد الفوضى، والمصابين والجرحى، والشهداء!
الأزمة على رفوف محلات "السمانة" والسوبرماركت، هناك مواد استهلاكية مفقودة، هناك ضرائب باهظة على الكثير من السلع، وأمام هذه المحلات المكتظة، اختفت السيارات، والفاتورة الأكبر لا تتجاوز الـ 100 ألف في معظمها، فقد نفذت الليرات والدولارات من جيوب الناس.
ينتظر الكثيرون آخر الشهر للحصول على رواتبهم المجتزأة حيث تراوحت نسب "التشحيل" من الرواتب في أدناها 30 بالمئة ووصلت إلى 80 بالمئة، بالمقابل فهناك مؤسسات كبيرة صرفت العديد من الموظفين وعلى سبيل المثال فإن سلسلة GS صرفت 50 من موظفيها، فيما وصلت نسب الحسومات على الرواتب إلى 50 بالمئة، فضلا عن إعلان نقابة المطاعم إقفال 265 مطعما في لبنان، وتركوا موظفيهم في مهب الريح، بدون رواتب تسمح لهم بشراء المستلزمات الضرورية ودفع أيجار بيوتهم وعلاجاتهم وحتى ثمن المياه التي يشترونها لأن معظم مصادر المياه قد لوثت، ولا ننسى فواتير الكهرباء والموتير والإنترنت وغيرها.
وماذا عن الدواء؟ وعن المستشفيات؟ هل يتمكن اللبنانيون من شراء أدوية أمراضهم المزمنة وعلاجات أطفالهم والعجزة وغيرها، وأدوية الأعصاب التي تستهلك أكثر من الغذاء، وإلى أين تلجأ الحالات الطارئة وغيرها، هل تحتمل أجساد اللبنانيين ونفوسهم المزيد من القهر؟ فإلى أين تذهبون بالبلد؟
الشهيدان، هم شهيدا كل لبنان، وليس شهيدا فئة أو حزب أو منطقة، كما كان عمر زكريا، حسين العطار وعلاء أبو فخر، هم ضحايا سابقون بسبب هؤلاء الذين يماطلون بالإستشارات لحكومة جديدة تحاول إنقاذ ما تبقى من هذا البلد ومواطنيه، وإلى حينها فجميع المواطنين مشاريع شهداء!