مراجع بيطرية رسمية صينية تؤكد... كلب "هونغ كونغ" النافق خالٍ من فيروس "كورونا"!
رصد وترجمة: سوزان أبو سعيد ضو
تسارعت وكالات الأنباء العالمية والمحلية وكذلك وسائل التواصل الإجتماعي المختلفة لتناقل خبر مفاده، نفوق كلب من سلالة Promeranian عن عمر يناهز 17 سنة، في هونغ كونغ وكان قد أظهر فحص PCR المختص بالكشف على فيروس "كورونا" Corona المستجد أو ما اتفق على تسميته بـ COVID_19، أن لديه معدلات إيجابية من الفيروس، إنما بصورة ضعيفة، ليوضع في الحجر الصحي، لتثبت فحوصات عدة متلاحقة نتائج سلبية!
وللمعلومات فأولا، لم تتحفنا معظم وكالات الأنباء بأخبار المجازر والتجاوزات التي تطاول الحيوانات الأليفة والشاردة والبرية، ولكن حالما وجدت خبرا لم تدرك مفاعيله، وخصوصا أن اختبار كورونا أتى بإيجابية طفيفة، تم تناقل الخبر بصورة مغلوطة أن الحيوان قد نفق بسبب إصابته بـ "كورونا" غير آبهين بما قد ينعكس نتيجة نقل مثل هذا الخبر، الذي يفتقد إلى المصداقية والموضوعية العلمية، من تأثير على من يقتني هذه الحيوانات وعلى المجرمين بحق الحياة البرية من تداعيات، فمنهم من بادر لرمي من شاركه حتى الآن منزله لسنوات، ومنهم من بادر بتسميمها وإطلاق النار على الحيوانات الشاردة والبرية، ظنا أن هذا قد يحمي من الإصابة بـ "كورونا"، وهذا ما أكدته السلطات الصينية في ووهان بؤرة المرض ومنشأه الأول، من تخلي الكثيرين عن حيواناتهم الأليفة.
وثانيا: أكدت مراجع موثوقة ومنها وزارة الصحة العالمية WHO، وما أوردناه في موقعنا "إليسار نيوز" أن الحيوانات لا تصاب بهذا الفيروس.
من جهتها، أبلغت مصلحة الزراعة ومصائد الأسماك والحفاظ على البيئةThe Agriculture, Fisheries and Conservation Department AFCD في هونغ كونغ أن صاحبة البوميرانيان البالغ من العمر 17 عامًا أعلمتها أن الكلب قد مات يوم الاثنين.
وقالت AFCD لـ MarketWatch في بيان عبر البريد الإلكتروني: "أعربت المالكة عن عدم رغبتها في السماح لكلبها بالخضوع لتشريح جثته لتأكيد سبب الوفاة".
وقد أثارت أنباء في شباط/فبراير أن الكلب اختبر "إيجابيًا ضعيفًا" لـ Covid-19 حالة من الذعر من أن الكلاب والقطط المحلية قد تكون ناقلة للفيروس.
كان الـ AFCD قد اختبرت الكلب في البداية في 26 شباط/فبراير وعزله لمدة 14 يومًا المعتمدة وفقا لمعايير منظمة الصحة العالمية، بعد اكتشاف المستويات المنخفضة من Covid-19 من عينات في تجويف الأنف والفم.
وتم جمع خمس عينات أخرى بعد ذلك من هذا الكلب لإجراء الاختبارات، بالإضافة إلى عينة دم وقالت AFCD في 12 شباط/مارس أن النتائج جميعا كانت سلبية. وقالت المصلحة: "النتيجة السلبية تشير إلى عدم وجود استجابة مناعية قوية، وأنه لا توجد كميات قابلة للقياس من الأجسام المضادة في الدم في هذه المرحلة".
وكان قد تم تأكيد إصابة صاحبة الكلب، وهي امرأة تبلغ من العمر 60 عامًا، بالعدوى وتم نقلها إلى المستشفى في 25 شباط/فبراير، وقد تعافت وعادت إلى المنزل في 8 آذار/مارس، وفقًا لصحيفة South China Morning Post.
وقد لاحظت AFCD أن التركيب الجيني للفيروس الموجود في الكلب وبسبب اتصالاته البشرية الوثيقة كانت متشابهة للغاية مع السلالة التي تصيب البشر، "تشير نتائج التسلسل إلى أن الفيروس انتشر على الأرجح من الأشخاص المصابين ومن ثم وصلت للكلب".
واقترح بعض خبراء الرفق بالحيوان أن موت الكلب يمكن أن يكون ناتجًا عن الضغط الناتج عن الحجر الصحي وفصله عن صاحبته، وهو المرجح نظرا لعمر الكلب الكبير للغاية.
وشدد القسم على أنه لا يوجد حاليًا دليل قاطع على أن الحيوانات الأليفة مثل الكلاب أو القطط يمكن أن تنشر COVID-19 أو أن الحيوانات الأليفة يمكن أن تكون مصدرًا للإصابة بالناس. واضافت "هذا مع ذلك وضع سريع التطور وسيتم تحديث المعلومات عندما تصبح متاحة".
وقالت كل من المنظمة العالمية لصحة الحيوان ومراكز السيطرة على الأمراض المنتقلة من الحيوانات والوقاية منها أنه "لا يوجد دليل على أن الحيوانات المرافقة مثل القطط والكلاب يمكن أن تنشر الفيروس". وقالت منظمة الصحة الحيوانية "لذلك، لا يوجد مبرر لاتخاذ إجراءات ضد الحيوانات الأليفة التي قد تضر برفاهها".
وحثت الجمعية العالمية البيطرية للحيوانات الصغيرة (WSAVA)، وهي هيئة مهنية تمثل أكثر من 200 ألف طبيب بيطري في كافة أنحاء العالم، أعضائها على الاستمرار في غسل أيديهم عند التفاعل مع حيواناتهم الأليفة.
أما مختبرات IDXX، وهي شركة تشخيص بيطرية الأسبوع الماضي إنها لم تشهد أي نتائج إيجابية في الحيوانات الأليفة حتى الآن، لفيروس SARS-CoV-2، وهي سلالة الفيروسات التاجية المسؤولة عن مرض فيروس كورونا المستجد Covid-19 لدى البشر .
وقامت الشركة التي يوجد مقرها في Maine بتقييم آلاف عينات الكلاب والقطط أثناء التحقق من نظام اختبار بيطري جديد لفيروسCovid-19، وقالت الشركة "تتماشى نتائج الاختبار الجديدة مع فهم الخبراء الحالي بأن الفيروس ينتقل بشكل أساسي من شخص لآخر ويدعم التوصية ضد فحص الحيوانات الأليفة لفيروسCovid-19".
وقد أصدرت نقابة الأطباء البيطريين في لبنان بيانا منذ قليل أكدت أنه لم تسجل إصابات أو انتقال لـ "كورونا" لدى الحيوانات حول العالم!
وختاما، نورد حقيقتين علميتين دامغتين، أولهما هي أنها الحالة الوحيدة عالميا، التي اوردت فحص "إيجابي بدرجة طفيفة" لحالة وحيدة لا غير، كما وأن عمر الكلاب من سلالة Promeranian، أو ما يسمى بـ Life span هي بالمعدل 12.8 سنة، أي أن بعض هذه الحيوانات قد ينفق بين عمر 12 و16 سنة، وأن يعيش هذا الكلب حتى عمر 17 عاما، هو أمر يحصل في أحيان قليلة، خصوصا بعد ما تعرض له من حرمانه من مالكته، وما قد يكون أثر عليه سلبيا، وهو أمر يحصل لهذه المخلوقات عند حرمانها من محيطها والأشخاص الذين اعتادت عليهم، لا سيما عند التخلي عنها، فهي تعاني وبصمت ما يؤدي إلى نفوقها.
المصادر: WHO, marketwatch, Bloomberg, Elissar News, AFDC